ارتجف القلم بين أصابعي وتداخلات الأفكار ومر شريط الصور أمامي فيه من المآسي ما ينفطر لها القلب فا ذاك شهيد دمائه تسيل وذاك جريح لم يتلقى العلاج فا أصبح معاق وذاك أسير وطفل يتيم يصيح من شدة العوز والحاجة وتلك أرملة لم تجد من يواسيها واستمر الشريط في المرور أمام ناظري أوقفت العرض عندما تراءت لي جماهير محتشدة ترفع راية الجنوب وراح عقلي يعلل ما مر بي من شريط الماسي بأنها تضحيات في سبيل استقلال واستعادة دولة الجنوب فقلت في نفسي صدق من قال أن شجرة الحرية لا تروى إلا بالدماء بين تلك الجموع لمحلت شيء من الصور تأملت فيها كثيراً فرأيت صورة الرئيس علي سالم البيض وصورة الرئيس علي ناصر محمد وصورة الرئيس حيدر العطاس وصورة نائب الرئيس عبدالرحمن الجفري زاد تمعني فنظرت فهي صورة باعوم الزعيم المناضل وبجانبه صورة النوبة فقلت في نفسي ما أسعدكم أيها القادة يا من تحمل صوركم هذه الجماهير التي ترفع راية شعب الجنوب وتقدم كل يوم قوافل من الشهداء لتضع صوركم على رؤوسها استمر العرض وكانت السعادة تغمرني وكلما سقط شهيد قلت في نفسي أنها دماء طاهرة تروي شجرة الحرية فهنيئاً للشهيد الجنة وهنيئاً لشعبي الحرية طالت مدة العرض ولا تزال الصور تمر أمامي لا كان الصور بدأت بالاهتزاز لم اعرف ماذا حدث قلت في نفسي يبدوا انه خلل طارئ وفعلاً كان ذلك لكني تفاجات بان العرض قد تغير فلم اعد أشاهد تلك الحشود رغم وجودها لكن قلت كثافتها حاولت أتمعن جيداً لعلي أرى نفس المشاهد السابقة بدا المظهر باهتاً والعرض قد تغير رأيت الراية الجنوبية قد تعددت ومشهد الحشود قد بداء يتفرق وكل فريق يحمل راية ليصل إلى غاية قلت يمكن مخرج الفلم في مخيلتي قد عمل ذلك متعمد وفي إحدى النقاط سوف يجمعهم ليعودوا مثلما كانوا انتظرت ذلك دون جدوى فالحشود استمرت بالتباعد وازداد التقسيم حتى فيما بينها قلت ويل لك أيها المخرج اللعين ماذا تفعل استمر العرض الذي وددت في نفسي أن ينتهي لكنه استمر نظرت جيداً لرأى صور القادة هي لا تزال ترفع وفعلاً لازالت ترفع لكن كل قائد تحمله فئة فا اختفى البعض هنا وظهرت صورته هناك هالني المنظر فقلت أيها المخرج ماذا تصنع بدأت الحشود تتضاءل وتتباعد لكن صورة قائدها بدأت تلمع وجماهيرية لكلامه تسمع فا أصبح يخون ذاك ويكفر هذا ويحاول أن يقنع إتباعه بأنه لهم انفع والأخر يشهر تكوين وباسمه يصدر بيان وعلى الجماهير أن تخضع فهو ادري حسب زعمه بالأنفع استمر العرض لم أتحمل أن أشاهد بقية المقطع فأعدت الفم من لأول لعلي اقنع فراءيت الشهداء وكانت عيني تدمع لم يعد قلبي فرحان مثلما كان في بداية المقطع بكى قلمي وعيناني لازالت تدمع إلا اجل ذلك سقطوا وهل سالت تلك الدماء لإشباع المطمع في الكرسي والقيادة لهؤلاء القادة قلت في نفسي لن اكتب أكثر من بضع كلمات أقول فيها أيها القادة دعوا الفتنه دعوها فأنها منتنة.