كذبت الجميع وصدقتك انت يا نشوان ، الفيس و الواتس والدموع و الوجع كذبتهم جميعا ومنتظرك انت ، اخبروني كثير بأنك رحلت لكنني عاجز عن إقناع نفسي بأن امثالك يرحل يا حوات فمثلك لا يموت فقط ترتفع ارواحهم نحو الله وتبقى سيرتهم و سمعتهم الطيبة للأبد . يا صديقي ما زلت منتظرك معتقدا بكل ثقة بأننا سنلتقي ، سنتكلم و نناقش اوجاع الحاضر و آفاق المستقبل ، سنزور الجرحى و نتحدث عن بطولات الشهداء ، سأستمع منك وسوف أتركك تتحدث بطريقتك الهادئة ، سوف تجدني كلي آذان صاغية لك لنصائحك و إرشاداتك ولن اشبع من حديثك او أقاطعك يا نشوان . يا حوات .. الجنوب الذي وهبت له وقتك و حياتك وشبابك و أموالك ما زال يحتاجك ، النصر الذي احتفلنا به لم يكمل الثورة التي اشعلتها انت و شباب الجنوب لم تكتمل أهدافها فكيف اصدق بأنك رحلت وما زال بحياتك الكثير من الأهداف التي تسعى لتحقيقها . قلوبنا موجوعة لا توجعنا برحيلك لم نعد نملك القوة لكي نحتمل المزيد من الوجع لقد شاخت قلوبنا و هرمت ونحن شباب ، الحرب و مشاكل البلاد المتتالية اكلت من صحتنا و سعادتنا الكثير ، صدمة رحيلك أبكت قلوبنا ، مازلت عاجز عن إقناع ذاتي بأنك رحلت واننى لن نلتقي . ي رب الحمد لك على كل حال ، ي رب لا نسألك رد القضاء ولكن اللطف فيه ، اللهم ان صديقنا ضيفك اليوم وانت اكرم الأكرمين ، اللهم اكرم نزله ووسع مدخله وعافه وأعف عنه ، حسبي الله ونعم الوكيل .