لن أبكي رحيلك عنا وأنا أعلم مقدار الألم الذي عانيتَه من المرض الملعون الذي انتهك جسدك واستباح دمك.. لن أبكيك لإدراكي قهرك من رفاق تخلّوا عنك حين حاجتك.. كان الموت رحمة لك، فاسترِحْ في مرقدك السرمدي يا أطهر الرجال وأنبلهم وأصدقهم.. فالملائكة ستفرح بمقدمك لأنهم يعلمون أنك تحمل صفاتهم. أنعيك زميلاً امتهن الصحافة فكتب ما يخدم وطناً غدر به حين حاجة، وأنعيك صديقاً امتلك من القيم ما يجعله حياً في قلوبنا. اااه يا صديقي.. إن نافذة الضوء التي فتحت مصراعيها ما زالت تشرق فيها الشمس التي غابت عنك اليوم، عذراً يا صديقي فأنا من متُّ وليس أنت.. فكيف بحال رفيق يفقد ابتسامته ويتذكرك كلما شاهد زاويتك الدائمة الخاوية منك اليوم؟ أكتب سطوري وأمام ناظري دموع تتساقط من عيون الحضرمي وهو يحدثك وتوجعه نبرة صوتك الذابلة، وأرى الحزن المرسوم بوجه الحسني الموجوع لك، وبؤس وقهر الكميم الذي يبحث عمَّا يداويك، وكلهم وهم يُصدمون بخبر فراقك.. أبكيك رجلاً كان ضحية لوطن اختزل كل شيء في المترفين ونسي المبدعين .. أنعيك إنساناً وزميلاً ورفيقاً تركني اليوم ورحل إلى دنياه بعد أن أعلن وفاتي. رحمك الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون .