في فتره الأربعينيات ابتليت لحج بالمؤامرات والدسائس بين الأمراء العبادل انتهت بإطلاق الرصاص وأصابت عين المير الذي كان من المتوقع كولي عهد ان يصبح سلطانا بعد وفاة أبيه. أصابت أحدى الرصاصات عين الأمير اليسرى حينها تم إنقاذه ومن ثم ترحيله إلى المملكة البريطانية (لندن) حيث اجريت له عملية جراحيه واستبدلت عينه اليسرى بعين زجاجيه. وحين كان الأمير في كل مره ينظر إلى وجهة في المرأة تصيبه الحسرة وتراكمت تلك النظرات لتصح بعدئذ وتتحول إلى عقده لا شفاء منها . وعندما اصبح الامير بعد وفاة ابيه سلطانا راجع حساب الربح والخسارة ونوى معاقبة كل من تسبب في تعطيل عينه اليسرى وكل من يريد التشفي به فطلب في احد المرات (الحاج القودري ) ليطلعه على سير عملية الري خاصة وان السيول الدفاقة انعشت الأراضي الزراعية وملاكها فقال للحاج القودري كيف يسير الري فرد عله (القودري) انه تمام التمام ولكن القودري استثنى ذلك بملاحظة طفيفة بأن القناتين التي توزع المياه في لحج سدت عين القناة اليسرى بينما عين القناة اليمنى تسير على قدم وساق تعجب الأمير العبدلي من أجابه هذا المخلوق المتشفي بالأمير قائلا له : يعني ان العين عمياء قاله نعم ولم يكن يعرف ما يقصده الأمير.. فطلب الأمير من العسكر بأن يقودوا (القودري) ويعطوه وجبه صبوح وجبه عشاء ثم يطلق سراحه ظن القودري بأن الأمير سيكرمه بالوجبتين الصباحية والمسائية فاذا به ستقاد إلى شجره نخل بجانب منزل السلطان ويتم تربيطه بالجبال ثم تنهال عليه وجبه مقدارها عشرون جلده من عصا الخيزران .. في الصباح ومثلها في المساء ثم أطلق سراحه . وفي مساء ذلك اليوم سائق السيارة ويدعى (البسم) كان يقود سيارته من الشيخ عثمان باتجاه لحج وعند دخوله الحرم اللحجي اذا بعين سيارته اليسرى تنطفأ ويقود سيارته بعين واحده تلقن أحد حراس (الخشبة) إلى ديوان مطلعه ان سائق السيارة (البسم) يقود سيارته بعين عوراء فطلب منه ان يعتقل السائق ويقوده إلى مبنى الأمير لمعرفه مقصده من العين العوراء في سيارته. احضر السائق وتم استجوابه وكان رده بأن عين سيارته انطفأت فجأة حين دخولها الحرم السلطاني الا ان هذا التبرير لم ينقذه وأنه ليس الا متشفيا من المير الذي فقد عينه اليسرى وكان العقاب مفهوم وجبه الصبوح ووجبة العشاء وهذه المرة اضيفت اليها وجبه الغداء ثم اطلق سراحه بان لا يعود بعد ذلك بفعلته هذه ويتجنب التشفي بالمير والا واجه عقابا اقسى وأمر . اما الذين تسببوا في أذى الأمير فقد تم نفيهم إلى إحدى الجزر على المحيط الهندي والباقي تم سجنهم في سجون خاصة كونهم ينتمون الى الأسرة الأميرية. ولم يطلق سراحهم حتى تعهدوا بان الأمير الذي فقد عينه اليسرى سيكون سلطانا بعد وفاه أبيه .