أود في البداية أن أذكركم بأحد أهم المبادئ الأساسية التي قام عليها الحراك الجنوبي السلمي بعد مبدأ التصالح والتسامح، ألا وهو مبدأ جماهيرية القضية الجنوبية أي أن القضية الجنوبية هي (قضية شعب) وليست قضية أفراد مهما بلغت مكانة هذا الفرد أو ذاك.. وقد قال الزعيم حسن باعوم وردّد الرئيس البيض أن التراجع عن خيار الاستقلال وفك الارتباط ليس بيد أحدهم وإنما بيد الشعب الجنوبي الذي خرج إلى الشارع لانتزاع استقلاله وحريته.. إخواني.. لعلكم تدركون حجم المخاطر التي تتكالب على الحراك الجنوبي منذ اليوم الاول لانطلاقته وقد بذلت حكومة الاحتلال وأعوانها وأذنابها كافة الوسائل وصرفت آلاف الريالات لمقاومة الحراك الجنوبي وقمعه وحجب التغطية الاعلامية على فعالياته لكنها فشلت في ذلك فشلاً ذريعاً!! هل تدرون –أيها السادة- لماذا فشلت في مواجهة احتجاجات الجنوب؟؟ الجواب سهل جداً: مرةً أخرى، لأن القضية الجنوبية (قضية شعب)!! فهي قضية مغروسة في وجدان الجماهير الجنوبية التي خرجت تهتف للحرية والاستقلال، وفقط للحرية والاستقلال، وليس لهذا القائد أو ذاك..
إخواني..
من المؤلم حقاً أن نسمع هنا وهناك عن خلافات بين بعض القيادات العليا في الحراك!!
ومن المؤلم أيضاً أن تكون هذه الاختلافات مادة اعلامية دسمة لمطابخ الاحتلال ووسائل إعلامه!!
ومن المؤلم أيضاً أن نساهم نحن –بقصد أو بدون قصد- في تهويلها ونشرها في المواقع والمنتديات!!
لكن الأكثر إيلاماً هو أن نتمحور -نحن الجماهير الجنوبية- وراء هذا الزعيم او ذلك القائد، وننسى أن القضية الجنوبية هي (قضية شعب) ولن تنتهي إلا بإحدى طريقتين: حل القضية، أو إبادة الشعب! وواهمٌ من يزعم أن صراع القيادات قد ينهي القضية الجنوبية أو يمحيها من وجدان شعب الجنوب.. إخواني.. إن القيادات تفترق في لحظة وتتحد في لحظة لكن الجماهير لو تفرقت ضاعت قضيتنا!! لقد أصبح واضحاً لدى حكومة الاحتلال –أيها السادة- ان القضية الجنوبية لن يبيدها إلا تمزيق الشعب الجنوبي وإدخاله في دوامة من الصراعات تشغله عن هدف التحرير والاستقلال وهو ما ستفعله حكومة الاحتلال في الايام القادمة.. إن المرحلة الحرجة والحساسة التي يمر بها الحراك الجنوبي تتطلب منا جميعاً دون استثناء أن نعاهد الله ونعاهد أنفسنا بأننا في منأى عن صراع القيادات الحالية والمستقبلية، وأن علينا حفظ القضية الجنوبية في صدورنا وديعةً ومواصلة النضال حتى إذا عادت القيادات إلى رشدها وجدوا القضية لدينا بريئة من صراعاتهم..
إخواني الجنوبيين.. إن مؤتمر عدن قد عُقد وانتهى.. حضره من حضر وقاطعه من قاطع.. المهم أن هدف الجميع (الحاضرين والمقاطعين) هو تحرير الجنوب واستقلاله.. لا يوجد بين الجنوبيين خائن..لا يوجد عميل.. الذين حضروا المؤتمر هم مناضلون، والذين قاطعوه مناضلون أيضاً.. ولنبدأ من هذه اللحظة مرحلة جديدة هي مرحلة الاستفادة مما حدث.. والالتفاف حول القضية، وحدها القضية، واحترام كل القيادات، و لن ننكر فضلها وجميلها في الدفع بقضية الجنوب نحو تحقيق أهدافها.. فمن كان يهتف للقيادات فإن القيادات بشرٌ يخطئون، ويتصارعون، ويموتون كذلك.. ومن كان يهتف لقضية الجنوب فإن القضية باقية في قلوبنا حتى الاستقلال.. حتى الاستقلال.. حتى الاستقلال.. *خاص عدن الغد