عندما قرأت نتائج الثانوية العامة لهذا العام 20172018، لم أستغرب من النتيجة الكارثية لهذا الجيل الكارثي مع استثناء طفيف لبعض الطلاب المتميزين، الذي سار على نهج الأجيال السابقة بسبب السياسة الخاطئة التي تهرول بها البلد بشكل غير طبيعي نحو التدهور في مختلف مجالات الحياة.. هذه النتيجة الخرافية أثبتت بكل جدارة فشل قيادة العملية التعليمية ممثلة بوزارة التربية والتعليم، وهذا كله يلقي بظلاله على مخرجات العملية التعليمية، مما يضع الجامعات في موقف لا تحسد عليه.. نتائج كارثية بكل المقاييس.. طلاب لا يعرفون أن يكتبوا جملة سليمة، بل لا يفقهون شيئا مما درسوا، بل أخبرني أحد أصدقائي أن بعضهم لم يحضروا الامتحان، ونالوا درجة مشرفة.. بل إنني شخصيا أعرف طالبا مستواه متدنٍ لأبعد الحدود وفي الأخير طلع من التسعينات.. هذه نتائج وهمية غير حقيقية لا يقبلها عاقل، هذه نتائج الغش والمحسوبية والواتس والرشوة ووو أين مهمة الرقابة؟ أين كلام الوزير حين قال سنعاقب وسنحاسب ووو..كله كلام.. أيامنا أيام زمان.. كان في غش لا أحد ينكر ذلك، ولكن بالمعقول، أنا خريج ثانوية عام 98م ولما يسألونا كم طلعت في الثانوية العامة أقول وبكل فخر 75%، أرى في عيونهم السخرية والاستهزاء، ولكني أعتز بهذه النتيجة لأنها جاءت بمجهود شخصي جبار لدرجة أنني اخترت (كلية التربية) منذ أن كنت في الصف الثامن، وبكل فخر دخلت هذه الكلية واجتزت امتحان القبول وتحصلت على المركز الأول في المستويين الأول والثاني.. أذكر أحد أصدقائي وهو حاليا يحمل اللقب العلمي (الدكتوراه) يحدثني عن نتائج الثانوية في أيامه للعلم هو خريج عام 89م يقول: "عندما طلعت النتيجة وتحصلت على معدل 64% والدي عمل لي حفلة وعزم الجيران ووزع كيك وشراب وو، وأنا كنت مقهور، كنت أتمنى أطلع 65% علشان أدخل حقوق". وللعلم صديقي الدكتور هذا يمتلك نسبة ذكاء عالية. هذه هي المعدلات الحقيقية عندما كانت الدولة تساند العملية التعليمية، فتخرج لنا جيلا واعيا متسلحا بالعلم والمعرفة يخدم بلده..أما دولة تخرج لنا عاهات ترفدها إلى الكليات رفدا، والكليات بدورها تلفظها إلى الحياة فتزيدها تدميرا أكثر مما هي مدمرة!! أما الآن نجد طلابا مع الأسف يحملون أرقاما فلكية، ولكنهم يفشلون في أول اختبار ، ألا وهو امتحان القبول.. على الدولة أن تعيد حساباتها بهذا الشأن، فليس من العيب أن يكون هناك فشلة في نتائج الثانوية، لكن العيب أن تخرج فشلة لواقع فاشل..