كان الحراك الجنوبي وقياداته إلى الأمس القريب الحامل الرئيسي للقضية الجنوبية وعنصر فاعل في المعادلة السياسية .. وهم من يعول عليهم خلاص القضية وتحرير الشعب من التبعية وبراثن المستبد الذي أستأثر بوحدة الطرفين .. بل أنهم كانوا بمثابة طوق نجاة يتشبث به الغريق ليصل إلى بر الأمان في بحر متلاطم الأمواج شديد الأعاصير .. إلى الأمس فقط كانوا هكذا , "كالنجوم" بمن "اقتديت" اهتديت , ومن سرت خلفه وصلت لغايتك وهدفك وضالتك , وحققت مرادك الذي لا يتعدى "الحرية" والاستغلال ونيل الحق المشروع والمنهوب.. بيد أنهم الآن وحينما "حصحص" الحق وحانت ساعة "الصفر" وبات هدفنا على "مرمى" قدم ولا يفصلنا عنه سوى "خطوات الإتحاد والتعاضد" تمزقوا وتفرقوا وأصبحوا " شذر مذر" وحلق كل " فرد" منهم خارج سرب الجماعة وأصبح كل حزب بحاشيته وأتباعهم ومناصروه "فرحون" ومتعصبون.. فتباينت الرواء واختلفت الحلول و"شقت" العصا ولم تتحدى القوى وتتفق الأفكار وتترفع عن الصغائر " أنفسهم" .. فضاعت القضية بين مؤيد ومعارض , وبين ناقد وحاقد .. وبين من يبحث عن مصلحته ومن يدعي مصلحة العامة.. وتبخرت آمال الشعب ووأدت أحلامهم وتأرجحت القضية بين أكف من خولهم الشعب "حمل" قضيته والحديث "بلسانه" والسير بركب قافلة الحرية إلى محطات الاستغلال التي باتت صعبة "المنال" بعد أن أصبح كلا "يغني على ليلاه" وبات المسير إليها محفوف بالإخفاقات وضربا من ضروب الخيال .. وباتت مسألة الوصول إلى الهدف " بعيدة" جداً لا ترى أطيافها في الأفق "المظلم" ولا ترى تباشير ها في سماء اليأس والإحباط والتناقضات.. وتحققت نبوءات الأعداء عن شعب الجنوب الذي لن يتفق ولن يتحد ولن يحظى بما يريد في ظل الفرقة والهمجية والعبثية والتعنت الي يسيطر على قادته و"رجالاته" الذين ضننا أنهم الأجدر بحمل قضية الشعب المهتوك .. وتأكد العالم والمجتمع الدولي أن شعب الجنوب في ظل هذه التباينات والاختلافات سيجر الويل والثبور للوطن بأكمله ويستحيل أن يجتمعوا على "قلب" رجل واحد من أجل هدف واحد.. فيا قادتنا كفاكم نزاعات وكفاكم فرقه فالآن حصحص الحق ولا تجعلوا من حلم شعبكم "مسخرة" أمام الآخرين والأعداء..