ما أسمج وجه الحياة في ناظرينا وكل يوم يمرّ ولنا فيه أحباب كرام أفاضل قد تخطفتهم يد الظلم والانتقام، وقبعوا في ظلمة السجون وغياهب النسيان، ليس لهم من ذنب سوى أن جلاديهم أرادوا لهم أن يدفعوا الثمن لمواقفهم الوطنية، وحبهم للوطن، فعاقبوهم في قادتهم وناشطيهم وإعلاميهم وخيرة شبابهم، ومثلما عاقبهم هؤلاء الناقمون فقد عاقبهم المجتمع بصمتهم المريب وبغض الطرف عن معاناتهم فوااا أسفاه. في حالة هستيرية تعكس حالة من الانهزامية وروح الانتقام والرغبة في إشباع النزعة العدوانية شنّ المتعصبون في غفلة من الزمن الحملات تلو الحملات والاعتقالات تعقبها الاعتقالات والاختطافات على إثرها الاختطافات في صفوف الإصلاحيين. دوهمت المنازل في قسوة وعنف لا نهائي، وروعت النساء والأطفال وسيقت القيادات العليا كأنهم مجرمون أو قاطعو طرق، واقتُحمت المقرات بما فيها المقرات الخيرية والجمعيات التي ينتفع بخيرها وعطائها المجتمع البائس وكذا المساجد في غير ما هوادة أو شفقة كأنها أوكار للخنا أو الفساد، وما علم هؤلاء أنه لولا حكمة تلكم القيادات والشباب في تلك المقرات والمساجد لتوقف الضياء في اليمن ولعاشت ظلمة الحروب والاقتتال. تقييد الحريات وإهانة الناس وانتهاك الحقوق والتجاوزات القانونية الصلفة وحملات التحريض المنكرة هي مفردات حالكة السواد لا يمكن أن يخلو منها قاموس المأجورين، ولا يمكن ليوم أن يمرّ دون أن يترجموها إلى واقع مهين لأفعال مشينة تُرتكب في حق هذا الشعب الأبي، ومن المؤسف حقاً أن هذا الأسلوب المنتهج وجد من يسكت عنه من قبل المنظمات الحقوقية. ما يدعوني للتساؤل والاستغراب والأسف والامتعاض لماذا تخلت منظمات حقوق الإنسان عن تضامنها مع المعتقلين ومطالبها بإيقاف الاغتيالات؟، لماذا لم نرَ منهم حتى مجرد لافتة تقول " أفرجوا عن المختطفين " ؟! أو أوقفوا عجلة الموت ؟! ربما ظن هؤلاء المدافعون عن حقوق الإنسان أن هؤلاء المختطفين والمغتالين ليسوا من البشر أم ماذا ؟!، وماذا لو كان المختطفون او المقتولون من غير طينة الإصلاحيين أو الإسلاميين أو حتى المطاوعة كما قال قائل ؟!، هل تراهم سيسكتون ؟!، أو عن نصرتهم سيصمتون كما يفعلون الآن ؟! ليس أحمق من يدرك سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها المنظمات الحقوقية، ومن الخطأ الفاضح والعلو الفادح أن تفرق بين إنسان وإنسان، وإن جاء من ينكر علينا هذا القول فنقول له : إن كان ثمة مغيبون ومختطفون من بني الإنسان قابعون في أقبية الظلام ما يربو على الأشهر و السنوات ولم نسمع أية نداءات أو مناشدات، فحتى متى يصحو هؤلاء إن كانوا نائمين ؟! بقيت لنا كلمة في الختام : إننا نذكر الجميع بمعاناة إخواننا المعتقلين والمختطفين ومن يقتلون غيلة الذين لهم الحق كأناس مثل بقية الناس في أن ندافع عنهم ونطالب بإطلاق سراحهم وإبقاء حياتهم ، وإن هذه النداءات باتت جادة وملحّة أكثر من أي وقت مضى، لأن الخصم قد أظهر عداوته وأمعن في طغيانه وظلمه وصار كوحش مجروح لا تؤمن عواقبه، فإن قدر الله تعالى أي مكروه أو خطر يمكن أن يصيب إخواننا المختطفين، كما نرى ونسمع في كل يوم عن حوادث الاغتيالات فإن جميع قوانين حقوق الإنسان وشعاراته الجوفاء ستصبح حينئذٍ على المحك .. فهل تعقلون ؟!!.