زادت الأوجاع ياوطني ، لم يعد هناك متسعا للصبر للتحمل للانتظار ، لم نثور أو نندفع عليهم باطلا ، هم الذين يريدون إخراجنا من جحورنا ، ومما نحن عليه من صبر وصمت ، عليهم بإذن الله ستدور الدائرة ويفجعون ويوجعون كما أفجعونا وأوجعونا بحربهم علينا في كل مجالات الحياة ، حتى صار الوضع في الجنوب وكأنه في شبه حرب إبادة جماعية . هم أنفسهم أولئك الذين كانوا يحكمونا ويحاربونا في أيام نظام عفاش ، هم أنفسهم لم يتغيروا الذين يحكمونا ويحاربونا اليوم من سلطة مانطلق عليها حكومة الشرعية ، لهذا فقد تعمدوا أن يغيروا كل المفاهيم والمبادئ والأخلاقيات للمفهوم والمعنى الحقيقي للدولة أو الحكومة ، واستبدالها بمعاني ومفاهيم ومدلولات يستفيدون منها في تجارتهم الخاصة وفي تسهيل سلطتها لأتباعهم من المحتكرين والمتنفذين والباسطين والمسيطرين والصيارفة والمفسدين ، كما جعلوها عونا لمن يطيعونهم في أعمال البلطجة والنهب والفوضى وممارسة خساسة السياسة ، وكل هذا طمعا في تذليل الشعب الجنوبي وتتويهه عن قضيته المطالب فيها استعادة دولته . فهم وعندما أنهزموا في المجال العسكري في حربهم مع الحوثيين أمام الجنوبيين ، ولم يستطيعوا فرض سيطرتهم العسكرية على الجنوب ، تحولت حربهم ضد الجنوبيين في كل مجالات الحياة ، ولكن هذه المرة الأتجاه لم يكن من صنعاء ، وإنما من عواصم ومدن دول التحالف العربي ، وبتمويل من أموالهم ، ومن على منبر سلطة ماتسمى حكومة الشرعية ، هذا مايريدونه ، وهذا ما يخططون لتنفيذه ، حرب قذرة تطال عامة الجنوبين ، الشيوخ والرجال والنساء والأطفال ، حرب من جميع الأتجاهات وفي كل المجالات ، العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية ، حرب تصل قذائفها إلى كل مكان يتواجد فيه الجنوبي على أرض الجنوب ، إلى الأماكن العامة ، إلى الشوارع والأسواق والمتنزهات والملاعب ، إلى المحلات والمطاعم والبسطات والمحطات ، إلى المنازل والمدارس والمعاهد والجامعات و المستشفيات ، إلى المرتفعات الجبلية والسهول الساحلية والجزر والصحاري ، هذا مايريدونه وما يخططون لتنفيذه ، أن يصل المواطن الجنوبي في شعوره واحاسيسه وحاجاته وخدماته وكمالياته التي يريد قضاءها بيسر وسهولة ، فلايستطيع ، الأمر قد صار أعسر مما كان يتصوره ، قوته وقدرته قد أنهارت وضعفت ، فلم يعد يقدر أن يعود إلى أهله فرحا مسرورا وهو قد استطاع أن يلبي طلباته وطلبات أهله وأولاده ، فيكون في حال وكأن الجميع خصوما له . يرى التاجر خصما له لأنه قد رفع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية إلى أضعاف الأضعاف ، والتاجر المحلي لا ذنب له غير أن مسؤولي الشرعية وعبر محلات الصرافة المملوكة لهم ، والذين يتعاملون معهم قد اشتروا كل العملة الصعبة المتواجدة في الأسواق مما زاد من إرتفاع سعرها ، فيكون التاجر البسيط مضطرا أن يشتريها بسعرها المرتفع ليشتري ما يحتاجه من بضائع ، كما يرى صاحب محطة الوقود خصما له ، لأنه قد أعدم الوقود ، ويرى صاحب الأجرة خصما له ، لأنه قد زاد من رفع رسوم أجرته ، والسبب الحقيقي هو شخص العيسي ، لأنه هو المتنفذ والمحتكر تجارة المشتقات النفطية ولتجارتها يتعامل وفق سياسة خاصة ، وهكذا حتى مع المعلمين ، الذين لا ذنب لهم فيما هم عليه من إضراب ، والسبب هي حكومة الفنادق في كل مايعانيه المواطن الجنوبي ، التي بسياستها الخبيثة تلك تريد زرع العداوة بين الجنوبين بعضهم لبعض . فلنكون جميعا عونا لبعضنا ونقف ضد ما نحن فيه من حرب إبادة جماعية في كل المجالات بشجاعة ولا نستسلم ، فلهم الفشل ولنا النصر العظيم بإذن الله.