احتفال بالجرح وبأنات الثكالى ودماء الشهداء المسفوكة على ضفتي ما يسمى بالمبادرة الخليجية المبتسرة التي تعمد تغييب قضية شعب الجنوب مولية وجهها شطر وادي الذئاب . شر البلية ما يضحك ، وما أكثر ما يضحك في عاصمة دولة الاحتلال صنعاء التي احتفلت بوجه دميم ودون حياء بمرور عام على خيبة أمراء الحرب وتجار السلاح ومافيات النهب و السلب و بائعي الفتوى السفرية ، احتفال بطعم الدم وبنكهة البارود و لون الموت ، ذلك الذي أقيم على عجل في صنعاء بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص جمال بن عمر و الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني . في الاحتفال ذّكر الزياني الرئيس المعين عبدربه منصور هادي وأمراء الحرب في الجمهورية العربية اليمنية ، ذكرهم بالفاتورة الباهظة التي دفعتها دول المجلس نظير الهدنة بينهم و التي بلغت ثمانية مليار دولار حسب قول الزياني ، ومن الطريف ان المبعوث الدولي جمال بن عمر ذكر ان عدد زياراته لصنعاء بلغت ثمان زيارات ، فهل ثمة معادلة نسيبة بين الرقمين ؟!. بن عمر الذي استطرد في كلمته لم يذكر الجنوب لا من قريب و لا من بعيد ، ولم يذكر فنجان الشاي الذي شربه في مطار عدن على عجل وخجل وجل . ولم يتطرق إلى ضرورة كف جرائم الاحتلال اليمني ضد الجنوبيين ، رغم اعترافه قبل بضعة أيام بأن نظام صنعاء يقمع الحراك السلمي الجنوبي . بدورهم أبناء الجنوب رحبوا بالسيد بان كي مون ، مطالبين إياه إلى تطبيق قراري مجلس الأمن 924 و931 الصادرين في العام 94م ، كما يطالب الشارع الجنوبي بان كي مون بالنزول الميداني إلى العاصمة عدن ليتقصى بنفسه الحقائق ويرصد بكاميراته ما تجاهلته بقية الكاميرات . لكن السؤال الأهم يقول : هل اصطحب بان كي مون كاميراته أم انه خاف من سرقتها في صنعاء كطابعة السفارة الأمريكية ؟! * إعلامي جنوبي بارز - خاص لعدن الغد