ضرب ربيعة بن الدغنة بسيفه دُريد بن الصمَّة ، فلم تقتله الضربه !! فقال دُريد : بئس ماسلحتك أمك يافتى ، خذ سيفي ، ثم ارفع عن العظام وأخفض عن الدماغ ، فإني كنت كذلك أضرب الرجال . ففعل ربيعة كما علَّمه دُريد . ومن يرى الشعب الجنوبي اليوم 30 نوفمبر 2012 وقد خرج عن بكرة أبيه - رجالاً وشيوخاً ونساءً وأطفال - يتساءل ؛ هل قيادات الحراك تنتظر نظام صنعاء كي يُعلِّمها كيف تسير في فك الارتباط ، كما علَّم دُريد بن الصمَّة قاتله . إنَّ الشعب الجنوبي مليء بالكفاءات والقدرات ، لكنَّها معطَّلة !!! والسبب في ذلك : قيادات الصف الأول وخلافاتها التي لم تنتهي منذ 45 عاماً !!! وهذه القيادات المتسببة في تعطيل القدرات الجنوبية ، هي نفسها التي قادت الجنوب إلى الوحدة الفاشلة !! وهي نفسها ونفس الخلافات التي أدت إلى تمزيق القوات المسلحة والشعب الجنوبي في حرب 1994 ما أدى إلى اجتياح الجنوب . لقد قدَّم الكثير من المفكرين الجنوبيين نصائح للقيادات - سراً وعلناً - والدكتور محمد علي السقاف أكثر المفكرين تقديماً للنصائح ،، لكنَّ هذه القيادات لم تسمع أحد ، ولم تتفق فيما بينها على كلمةٍ سواء ، ولم تقبل بعضها البعض ، ولو بحثت عن الاسباب الظاهرة لخلافاتهم لوجدتها - تافهة - فارغة المحتوى - لايمكن أن يقبلها عاقل أو مجنون - ولكن لو بحثت بين السطور وتحت الحروف لظهر لك السبب الحقيقي لخلافاتهم وهو - السلطة - الكرسي - القيادة - تقديم الذات والأولاد على الوطن . إن الوضع المزري الذي اوصلتنا إليه هذه القيادات يقود إلى خلق ألف سيد وسيدة ديفارج (( السيدة ديفارج الثائرة الفرنسية القاتلة في رواية تشارلز ديكنز قصة مدينتين )) وما يؤدي لظهور هذا النوع من الثوَّار هو فشل القيادات وفشل النخبة في إدارة الصراع مع الخصم . عموماً ؛ لا نملك في هذا اليوم الأغر إلَّا تحية شعبنا العظيم ، الذي اسقط الحوار الأعور ، الذي وقع فيه ضعفاء النفوس والمتسلقون والانتهازيون الذين لايمثلون إلَّا أنفسهم . و أدعوا الجميع إلى اعتبار الحوار الأعور هو القائمة السوداء الجنوبية ( black list ) فكما يقول المثل (( من أمن العقوبة أساء الأدب )) ومن يشارك في الحوار مدعياً تمثيل الجنوب ينطبق عليه المثل ، وعلى أبناء دائرته الانتخابية إعلان موقف واضح - يمثلهم - أو لا يمثلهم . أنا شخصياً اتخذت قراري وأعلنته في مقال سابق ؛ بصفتي الرسمية كمواطن حر - راعي غنم - سوف اعاقب كل من يدَّعي تمثيلي في الحوار الأعور بالدعاء عليه ، وبقلمي ، وعصاي التي أهش بها غنمي . قبلاتنا للتراب الذي سار عليه ابطال الجنوب اليوم ، فلقد افرحتمونا وأحزنتمونا - فرحنا بهذا العبق الثوري والحشد العظيم - وبكينا إذ لم نكن معهم . * خاص عدن الغد
