قدم شباب الجنوب خلال حركتهم السلمية المنظمة التي بدأت في يناير 2007م مئات من الشهداء والآلاف من الجرحى هكذا سالت دماء طاهرة من أجل قضية عادلة حملها شباب الأمة من هذا الجيل حتى لا يضيع مستقبل الأجيال القادمة وخلال فترة الست سنوات الماضية جاءت ثمرة هذه التضحيات الجسيمة .. اعترافا محلياً وإقليمياً ودولياً بعدالة قضية الجنوب وأهمية حلها .. ولكن كيف ؟؟ هنا انتقل الاهتمام من ساحات الاعتصامات الجنوبية الى اللقاءات والتصريحات للقيادة الجنوبية في الداخل والخارج وحتى لا تعتقد القيادات السياسية الجنوبية إنها تستطيع حل القضية وفق أهواءها ..
عليها أن تقرأ الرسائل المتعددة التي يبعثها الحراك السلمي الجنوبي وقياداته الميدانية بداً برسالة عيد اكتوبر الماضي الموجهة إلى قيادات الخارج التي اعتقدت أنها ستتقاسم جماهير الداخل الثائرة ..
هذه الرسالة تؤكد أن القيادات التي حركت الشارع الجنوبي وخاضت نضالاً سلمياً عنيداً تستطيع أن تفرز قيادات تقود محادثات تؤدي إلى التحرر والاستقلال بدلاً من مراهنتها على قيادات الماضي وجاءت الرسالة الأخيرة في 30 نوفمبر لتقول للداخل والخارج ان محاولة حجب نضالات الشعب الجنوبي كمن يحاول حجب ضوء الشمس بمنخل تخترق الأشعة من كل مكان ...
ولأن حديث الساعة يدور حول حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً .. هذا الحل العادل كلاً يفهمه بطريقته .. وعلى القيادات الجنوبية التي قد تشترك في أي محادثات قادمة ..
عليها ان تعلم علم اليقين ان التضحيات بفلذات أكباد الجنوبيين لا ثمن لها إلا بتحقيق الهدف التي خرجت وضحّت من أجله ( التحرير والاستقلال ) وأن أي خذلان لشعب الجنوب لن يكون مقبولاً إلا من قبل من قد يقدم عليه .. مع أن الشعب حتى الآن لم يفوض من يتحدث باسمه ..
إن من يتحسس نبض الشارع الجنوبي لا يستطيع أن يخرج على الهدف المعلن ذلك أن من يخرج عليه سيخرج من التاريخ الجنوبي ويُنبذ من قبل شعب الجنوب ، وعلى القوى الإقليمية والدولية أن تستوعب المعضلة التي ستواجه من يدخل في محادثات باسم قضية الجنوب ، ذلك أن المشكلة ليس في إقناع بعض تلك القيادات بل المشكلة في أن الشعب الجنوبي لن يقبل بأي حل غير التحرير والاستقلال ومن يبحث عن حل أقل من هذا فإنما يفتح طريق لشلالات من الدماء يكون مسؤولا مسئوليةٍ مباشرة عنها ، قلا تفتحوا باب الطريق المسدود حتى الان ..
من يبحث عن سلطة أو وجاهه إقليمية ودولية فليبحث عنها في مكان بعيد عن مصير الجنوب وأجياله القادمة فهذا خط احمر يحترق من يتجاوزه .. والجنوبيون يكفيهم ما فيهم فإن لم تستطيعوا رفع المعاناة فلا تزيدوها فذاكرة هذا الشعب حية ولن ينسى من يحاول التنازل عن أهدف ضحّت الجماهير بخيرة شبابها لبلوغها ، هذا ما يردده الشارع الجنوبي الهائج .. ولاشك أنكم تدركون أن الأهداف التي أعلنتها وضحت من أجلها جماهير الشعب الجنوبي على طول وعرض مساحة الجنوب لن تتراجع عن بلوغها ، فلا تسدوا باب الحل السلمي الذي أنتظره شعبنا الجنوبي طوال ست سنوات كامله ، فإنكم بإغلاق باب الحل السلمي تجبرون الجنوبيين على اللجوء الى خيارات تجنبوا اللجوء اليها في السنوات الماضية ومن خذلنا ليس منا .