قد كذب الذين قالوا لك إن " صفقة العصر " تتضمن إيجاد وطن بديل للفلسطينيين في سيناء ليس لأن هذا لم يرد في العروض المتتالية ، للبيت الابيض ، بل لان الجانب المصري رفض رفضا باتا مناقشة الامر ، من حيث المبدأ ، كما لاقى الامر عملية رفض شعبي ورسمي في فلسطين. في النسخة الرابعة المعدلة للصفقة تتحايل ادارة ترامب لتسويق فكرة " اعادة تأهيل الحياة في غزة " وهي عملية هيكلة واسعة وناعمة ، تستهدف قولبة المجتمع الغزاوي اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ، والترويج لنمط حياة بديل عبر سلسلة مشاريع اقتصادية وانمائية ومشاريع استثمارية محدودة. من خلال العنوان السالف تراهن ادارة المليونير البشع الاخلاق على تدمير منظومة القيم في القطاع وزرع بذرة تغيير ربما يفضي لاحقا الى تقبل فكرة التطبيع مع نظام الكيان الصهيوني الغاصب. أي مزيد من مطاعم كنتاكي وبيتزا هت والوجبات السريعة ، مزيد من مصانع الشيبسي والبطاطس والبفك ، مزيد من الملاعب والفنادق وأماكن الترفيه ، إيجاد بعض الحلول السخيفة لاشكالية البطالة وانعدام الفرص واستيراد نمط الحياة الاستهلاكي وبذل الغالي والنفيس لتسهيل هجرة الشباب الى كل اصقاع العالم بالاضافة إلى هذا سينجب المال الخليجي المكلف بانجاز الامر معامل غسل ادمغة عبر مدارس دينية حمساوية ومحطات اذاعية محلية الخ . يجب ان نعترف ان مايحاك للضفة والقطاع انما هو "نصيب" الشعب الفلسطيني من مخطط الشرق الاوسط الجديد الممزق الأوصال الذي يعصف بالمنطقة. مع هذا يبدو ان شبح النهاية يلوح ليكسر عنق الكيان الصهيوني المسخ وينهي حياة محفوفة بالمخاطر طالت اكثر ممايجب ، وعلى اكثر تقدير فان منتصف القرن الحالي سيأتي وقد انتهى اسم " اسرائيل " من خارطة العالم لاسباب موضوعية وواقعية لا يمكن تجاهلها. إن حل الدولتين لن ينقذ الكيان الغاصب إذا كان حل الدولة الواحدة سيؤدي الى نهايته ! يمكن الاستدلال فقط بأحد عوامل القوة التي يمتلكها عرب 48 وهو ما أشارت إليه دراسات معتبرة من أن زيادة مواليد( العرب المقدسيين فقط) بشكل متصاعد يهدد مستقبلا الغلبة السكانية لليهود وقد تأتي اللحظة التي يشطب فيها الكنيست بنود " يهودية الدولة " بعد ان يصبح الشعب المختار اقلية ضئيلة بفعل الهجرة الى الخارج الناتجة عن البطالة والأوضاع الامنية والاقتصادية المأزومة والهروب اللاهث لرأس المال. .
كل المؤشرات تثبت أن صفقة ترامب هي صفقة فاشلة وضد التاريخ والجغرافيا والانسان وقد جاء تصعيد المليونير الضبع ضد التمثيل الديبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في أميركا كعقاب جنوني على رفض العرب الاستمرار في تمرير صفقة القرن وتعبير عن غضب الادارة الاميركية من عملية التقارب بين الفصائل الذي مابرحت القاهرة تداوم على رعايته.
لبس المليونير الشاذ الطبائع القبعة اليهودية واتكأ على حائط المبكى في مشهد درامي لكائن ليس له صلة بالسماء ، في نفس التوقيت تمنع سلطات الأمر الواقع المسلم والمسيحي من الدخول الى دور العبادة الخاصة بهم. وهذا أحد العوامل التي تجعلنا نجدد القول ويشكل دائم : الكيان الصهيوني الى النهاية ..وقبل منتصف القرن أيضا !!!