ربما تتهور حركات الدين السياسي على ارض فلسطين وتبادر الى القيام بعملية ما ، هنا او هناك ، عملية مفتعلة كالتي تعودت هذه الجماعات تنفيذها يكون منتوجها بلاريب قمع مسيرات العودة بصورة اشد بشاعة وتنكيلا من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وربما ايقاف تدفقها المبهر للمجتمع الدولي ولأنصار السلام في جميع انحاء العالم ، تخيل على سبيل المثال : عنصر حمساوي يتجه بشاحنة مسرعة نحو مجاميع من العجزة او العمال بالأجر اليومي من الفلاشات او يهود الشرق فيحيل اكواخهم الى ركام او يحطم عظام احد الاطفال من المارة او يدهس بعجلات شاحنته قطيع من الاغنام ستشرع القنوات الممولة من حيث نعلم ولا نعلم ببث الاناشيد الجهادية الحماسية تمجيدا للفعلة وتسكب السماء الاليكترونية عصارتها الملونة بكل السخافات والرياء والتضليل فيما تتخذ قوات الكيان الصهيوني الغاصب جل ردودها لمنع المسيرات التي سببت احراجا مدويا لإطراف الصفقات المخجلة المبرمة في الكواليس. لقد انقلب المشهد رأسا على عقب مذ بدأت التحركات الجماهيرية المطالبة بحق العودة كحق اصيل لجميع ابناء الشعب العربي الفلسطيني في ضؤ التحركات العكسية المهرولة نحو تطبيع العلاقة مع الكيان الغاصب وتعبر هذه اللحظة الفارقة عمق وفداحة المأزق ليس للبيت الابيض وللكيان الصهيوني الغاشم بل للنظام الرسمي العربي الذي يريد اخراج مشرف لعملية التطبيع القسري من خلال استدعاء البعبع الايراني الذي لا يمثل سوى ضيف شرف في اللعبة برمتها فطهران اكثر تطبيعا من العرب مع الكيان الصهيوني وأكثر تنسيقا مع ادارات المليونير المجنون دونا لد ترامب. تتحطم الامواج على صخرة صمود وبسالة ابن الارض مسنودا بمحيطة العربي اللائذ بقيم العروبة المحقة والمناهضة للاستعمار والتجبر . وفيما تجهد بعض الاطر والمؤسسات والشخصيات نفسها لدرجة تدعو للرثاء والشفقة لتمهيد ارضية خصبة لما يسمونه عملية تعايش وسلام بين العرب والكيان الغاصب يثبت الشارع العربي مدى وعيه وإيمانه بحقه وقضاياه الجوهرية ويسقط كل الاقاويل والمفبركات ليودعها المزابل. الارض الطاهرة التي سقتها دماء الشهداء من المتظاهرين العزل على حدود غزة مع المستوطنات هي اراض عربية وستبقى كذلك كما هي القدس عربية لكل المسلمين والمسيحيين وعاصمة ابدية للدولة الفلسطينية. رئيس الحملة الشعبية لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني