ثلاثون عاماً مرت على زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية للقدس.. والدخول مع الكيان الصهيوني في مفاوضات سلام انتهت إلى الاتفاق على انسحاب الصهاينة من سيناء مقابل الاعتراف من مصر بالكيان الصهيوني، وتبادل السفارات بينهما، وبذل الجهود لتطبيع العلاقات المصرية الصهيونية.. فعادت سيناء، وفُتحت السفارات بين مصر والكيان الصهيوني، إلا التطبيع فقد فشل فشلاً ذريعاً في عموم المجالات الاقتصادية والتجارية، والسياحية، والثقافية.. إلخ. ثلاثون عاماً من العلاقات على مستوى القرار.. والتطبيع صفر في صفر.. لأن الشعب المصري يرفض التطبيع، ويرفض أي علاقات شعبية بين الصهاينة والمصريين.. الشعب المصري يقاطع كل ما هو صهيوني، وغير مستعد لأي تعامل اقتصادي أو تجاري أو سياحي أو ثقافي مع الكيان الصهيوني، أو حتى لإقامة أية شراكة مع حكومة الصهاينة.. حتى على المستوى الرسمي رفض وزراء مصريون التوقيع على اتفاقية شراكة مع نظرائهم من حكومة الكيان الصهيوني.. وهكذا بقية الشعوب العربية التي أقامت أنظمتهم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، لم يحقق التطبيع بينها وبين المواطنين الصهاينة أي تقدم من نقطة الصفر، رغم مرور فترات طويلة على العلاقات الدبلوماسية، وتبادل السفارات بين هذه الأقطار العربية والكيان الصهيوني.. فكل الشعوب العربية لا تكنّ للكيان الصهيوني سوى العداء الذي أججه الكيان الصهيوني العنصري الغاصب العدواني بسياساته العدوانية والعنصرية ضد الشعوب العربية والشعب العربي الفلسطيني، ورفضه للسلام العادل والشامل والاعتراف بحق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف حسب قرارات الشرعية الدولية. وعلى الصهاينة ومن يدعمهم ويساندهم أن يعلموا الحقيقة المرة، وهي أنه لا سلام ولا استقرار، ولا أمن للكيان الصهيوني مادامت هناك أرض عربية مغتصبة وشعب مشرد، وسيظل السلام والتطبيع حلماً بعيداً بل مستحيل المنال مع العرب.. وأن عدوانيتها وإرهابها العسكري والإعلامي والسياسي المنظم لن يحقق لها حلمها في السلام والتطبيع.. وهي غبية حين تعتقد أن سياسة الهراوة العسكرية والإرهاب والتنكيل ستحقق لها ذلك.