سألني احدهم هل للسياسية والسياسيون مشاعر وأحاسيس بكل الذي يحدث... قلت له الجواب هي تلك المشاهد التي تحدث إمامك منذ سنوات طويلة...انت ترى وضع لا يرضى به احد وفوضى عارمة في شتى مناحي الحياة. كيف لدوله ان تنهض بشعبها ومجتمعها وتحقق للناس منافع فيما هي لا تشعر ان هناك مقابر يساق اليها الناس وجوع وفقر واشتعال كل مناحي المعيشة..كيف لرجال يخططون للبناء والتنمية وهم لا يشعرون ولا يحسون ماهو معنى الألم والجوع والمرض. السلطة والحكومة والأحزاب والمكونات هم أصلا مجموعات بشريه انخرطوا بالعمل السياسي لتنفيذ أهداف ومقاصد جميله لاسعاد الناس وتخفيف عنهم المعاناة. المشاعر والأحاسيس هي شعورك بالسعادة والسرور والرضاء وانت ترى الناس يعيشون في امن واستقرار وتخف أزماتهم ويجدون معيشه هادئه وانظمه ومشاريع منتظمة تتزايد اكثر واكثر والناس يدعون لك ويباركونك ويصفقون لك ويرفعون لك القبعات. المشاعر ان تفرح وتفتخر وتضاعف برامجك وإعمالك وتحقق يوميا للناس أضافه ومنفعه جديدة لخدمتهم. المشاعر والأحاسيس هي ان تحزن وتتألم حينما ترى الناس يتخبطون ويتألمون من شدة الجوع والمرض وتردي الخدمات وتدهور الحياة.. المشاعر هي ان تسخط وتغضب وتتحرك وتبذل كلما بوسعك للتخفيف عن أولئك البسطاء الذين يكابدون المعيشة وتصرعهم الرصاصات والحروب والمظالم والتهميش. أصنام وطنيه وأصنام ثوريه وأصنام حزبيه وأصنام تحالفيه.. يشاهدون ارض تبتلعها المجاعة والفوضى والقتل والحروب فلا يؤثر فيهم شي مطلقا.. حينما يكون هناك صنم وأصنام وإمامهم فوضى وجوع وبلطجة وإمراض وفقر وتدهور كل مناحي الحياة.. يا ترى كيف سيتجاوب هذا الصنم والأصنام مع هذه الأوضاع؟؟ لن يتحرك بداخلهم اي شي..اصنام اصنام صم بكم عمي ولن يهتمو لاي شي والأمور في نظرهم عاديه جدا.. اصنام اصنام يكتبون على صدورهم وظهورهم سطور وأحرف عن الوطن والمواطن ومنفعة وخدمة الناس والحرية والتحرير وقضايا الناس والتنمية.... ثم يمر إمامهم بركان او اعصار يدمر كل الحياة ويموت الناس فتنظر إليهم طالبا العون والاغاثه فتجدهم ينظرون لك ويؤشرون على صدورهم لتقرأ شعارات الوطن والمواطن وقضية الجنوب والتحرير تموت..تحترق..تتسول.. تصاب بالجرب..تمرض.. تشرد من منزلك.. تمتلئ الأرض بالسلب والنهب والانفلات فتناديهم وتستغيث بهم فتجدهم يؤشرون لك على صدورهم لتقرا الذي مكتوب عن الوطن والمواطن.. اصنام بشريه فلا ترجو من اصنام بلا مشاعر ان يحيون لك ارض وهم عنها غائبون.. حتى الأصنام الحجرية تتحرك وتتفجر من شدة البراكين وهي ارحم بنا من اصنام البشر.. تعددت الاصنام والقبر واحد.. انتهى