هل من الممكن أن نتذكر ثورة الرابع عشر من شهر أكتوبر لعام 1963م، التي أنطلقت بقيادة من ردفان الشموخ وأبنها الشهيد الفذ/ راجح غالب لبوزة "الذي أستشهد مع مغيب شمس أول أيام انطلاق الثورة"، وقد قام لبوزة بإشعال أول شرارات المواجهات المسلحة ضد المستعمر البريطاني والذي دامت لأكثر من 1508 أيام، حسب مراجع عدة تتحدث عن ذلك. فبعد تلك المواجهات المستمرة وفي التاريخ الموافق ل 30 من نوفمبر لعام 1967م نال جنوبي اليمن وعاصمته عدن انتصارًا واستقلالًا وتحريرًا مشرفًا. وكذالك من خلال قراءتنا ل أحداث الرابع عشر من أكتوبر بشكل موسع، ذكر التاريخ بأن السلطات البريطانية شَنت حملات عسكرية قامت فيها بخطف المعارضين وقتلهم وشن طلعات جوية لقصف القرى والأحياء والمناطق والمديريات وأنحاء عديدة من المحافظات الثورية، تشردت الآلاف من الأسر وقُتل فيها المئات من الشهداء وجرح بخلالها عددًا كبير من المقاومين بالجبهة القومية المعارضة. حيث إنه قال وزير الخارجية البريطاني "جورج براون" في تاريخ 14 من نوفمبر 1967، إن بريطانيا على أتم الاستعداد لمنح الاستقلالية الكاملة لجنوبي اليمن، والخروج من أراضيها، وفي الموافق 21 من نوفمبر بدأت المفاوضات في مدينة جنيف السويسرية بين الوفدين "السلطات البريطانية وقيادات الجبهة القومية" من أجل طرح الحلول المناسبة لنيل الاستقلال والتحرير الكامل مع الانسحاب العسكري للقوات المسلحة البريطانية، وبعد الاتفاق على المفاوضات المنعقدة آنذاك، تم توقيع الاتفاقية التي تنص على الاستقلال والانسحاب العسكري، وكان الموقع عليها من طرف الجبهة القومية هو قحطان محمد الشعبي "رئيس وفد الجبهة" وأما من طرف المملكة المتحدة كان اللورد شاكلتون "رئيس الوفد البريطاني". وبعد أن تم توقيع الاتفاقية، غادر الحاكم البريطاني "هامفري تريفليان" مدينة عدن، وبدأت القوات المسلحة البريطانية بسحب جنودها وآلياتها في السادس والعشرون من شهر نوفمبر، وانتهت بجلاء وبمغادرة أخر جندي لها في تاريخ التاسع والعشرون من نوفمبر. وأعلنت الجبهة القومية عن الاستقلال الوطني والتحرير من الاستعمار البريطاني الذي دام لأكثر من 129 عام، وبما أنها المسئولة الأولى عن الحكم في الأراضي الجنوبية أبان الاستعمار، فقد أعلنت عن تأسيس جمهورية ديمقراطية تم تسميتها ب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، في الثلاثون من نوفمبر لعام السبعة والستون من التسعمائة والألف. وبذالك فيجب علينا بعد كل هذا أن نترحم على أرواح جميع شهداء الثورة المجيدة الذين قاموا بتضحيات جسيمة أدت لنقل مجرى اليمن ل اليُمّن والأمان، وبسياقًا أخر فنبارك ونهنأ جميع أبناء الوطن بمناسبة الذكرى الخمسة والخمسون لذكرى 14 أكتوبر.