في بادرة حضارية غير مسبوقة أحتفل أبناء محافظة شبوة بالذكرى 55 لثورة الرابع عشر من أكتوبر بتنظيم حملة نظافة عامة بعاصمة المحافظة (عتق). الحدث قد يبدو للبعض عاديا" وقد لايلفت نظر أحد ولكنه بالنسبة لآخرين بما فيهم كاتب السطور يعتبر حدث غير عادي لكونه وببساطة شديدة يعبر عن دخول شبوة مرحلة تغيير جديدة أنتظرتها طويلا. فالحقيقة أنه ومنذ فترة ليست بطوبلة وفي خضم واقع اقتصادي ومعيشي مأساوي يلمس المرء نسمات رياح تغيير ايجابي تهب بهدو على جسد محافظة شبوة مبشرة بميلاد عهدا جديدا بدأت ملامحه ترتسم على محياء المجتمع الشبواني. والمثير الجميل في ذلك يتمثل في إمساك فئة الشباب بدفة قيادة ذلك التغيير المحمود وإمتلاكهم أي الشباب أدوات توجيهة نحو المستقبل ، والأجمل رؤيتهم وهم يجتهدون في صناعة ذلك التغيير والتحكم بادواته وتطويعه لخدمة مجتمع شبوة المنهك بالمشاكل والمثخن بجروحه النازفة الناتجة عن مشروع التجهيل المفتعل لمجتمع شبوة ونشر ثقافة الموت في وسطه وخدمة أجيالها القادمة. فشبوة التي كانت أسوة بكل محافظات الجنوب فرحه بالوحدة وكان مجتمعها كغيره من أبناء الجنوب سعيدا بتحقيقها حصدت دون سواها جنون فرحتها بحدث توحد الدولتين من خلال سقوطها في وحل الاقتتال القبلي "الثأر" الذي أعتمد المركز المقدس مشروعا كبيرا خاصا لتنفيذه في المحافظة وتعميمه ونشر ثقافته القاتلة في الوسط الشبواني . ذلك المشروع التدميري للنسيج الاجتماعي الشبواني وتغييبه عن الحضور السياسي والثقافي وإدخاله عنوة في نفق الجهل والصراعات الاجتماعية والنزاعات القبلية التي دون شك تمكنت من شبوة ودفعتها الى التخلف عن ركب التطور وابتعاد أيادي البناء والتنمية عنها. اليوم شبوة وبفضل شبابها توشك على تخطي ماضيها القريب ومغادرة مرحلة المشروع التدميري الذي أستوطنها طويلا ودخول مرحلة جديدة، مرحلة جديدة بدأت ملامحها تتشكل بجلاء انبعثت روائحها العطرة من قلوب وثقافة وإرادة جيل الشباب الشبواني الجديد. شبوة اليوم تعيش مخاض ميلاد وعي مجتمعي جديد ومغاير يومض بمؤشرات مستقبل جميل يعوضها عن مآسي وويلات السنوات الثمان والعشرون المنصرمة من عمرها والتي مثلت السنوات العجاف والمرحلة الأكثر سوادا" والأسوى في تاريخها على الاطلاق. مرحلة التغيير الهابه رياحها على الجسد الشبواني تتمثل في أسلوب تنفيذ الفعاليات الاحتجاجية وسلميتها ونوعية ورقي مطالب منفذيها وفي سلوك الطرق القانونية في مكافحة فساد السلطة الحاكمة والاتجاة الى القنوات القضائية لانتزاع حقوق المواطن الشبواني من قبضة حكامها والجهات المختلفة المستحوذة عليها. حركة التغيير الملموسة يوحي بها إنشاء جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني المهتمه بنشر ثقافة السلام والوئام والعاملة في مجالات نشر الوعي والتنمية البشرية والمدنية وفي الأنشطة والفعاليات الثقافية المختلفة التي دأب مؤخرا مكتب الثقافة بالمحافظة وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني وبعض المؤسسات التجارية على إقامتها في الفترات الأخيرة والتي تعبر عنها مهرجانات المرأة والطفولة والمسابقات الفنية والثقافية جائزة اقامة والمعارض الفنية والثقافية المختلفة كمعرض الكتاب الذي أقيم مؤخرا تحت عنوان "شبوة تقرأ" ويتمثل مشروع التغيير الشبواني في اقبال الشباب على التعليم الجامعي وفي أزدياد أعداد حملة الشهادات العلياء كالبكلاريوس والدكتوراة وتوجة الفتاة صوب التحصيل العلمي العالي وانخراطها في منظمات المجتمع المدني والمشاركة الفعالة في تنظيم الأنشطة الثقافية والصحية والتوعوية وغيره. وكذلك في انتشار ثقافة جنوح المجتمع الشبواني إلى السلم والتعاون على نشر ثقافته وتعميم مبادئها والعمل الفعلي بها وفي الحوارات وسجالات النقاش الراقية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. شبوة تتغير مشروع تجري مراحل تنفيذه بهدو يقوده الشباب بعقول راقية وقلوب مشبعة بحب شبوة والاخلاص لها والتفاني في خدمتها. شبوة تتغير مشروع يستهدف مجتمع عانا كثيرا ودفع ثمن جهله بمخططات تدميره وتفتيت وحدته باهضا. مشروع حضاري راقي يتم تنفيذه بعيدا عن عيون السلطة الحاكمة الفاشلة وجماعتها البعيدة كل البعد عما يجري حولها والذي يهدد وجودها وسحب البساط من تحتها دون استشعارها. تلك السلطة الفاسدة الغارقة حتى أذنيها في وحل الفساد والارتزاق على حساب بناء وتنمية المحافظة وتوفير ابسط متطلبات الحياة لأبنائها. تلك السلطة المتخلفة المدعومة من سلطة الفساد الأكبر المتمثله في دولة الشرعية والتي تعد أبرز الجهات المعيقة للمشروع أكرر معيقه كونها لم تستطيع إفشاله وان عملت أو حاولت بقدر ما تستطيع إعاقته ليس إلا. الف قبلة حب لشباب شبوة رواد حركة تغيير محافظتهم ومجتمعهم وقادة مشروعها التنويري ومليون أمنية بنجاحه.