في بداية عام دراسي جديد (2019 _ 2018) ينبغي الحديث عن أهمية دور المعلم واستحقاق الاهتمام بالمعلم على مستوى الدولة والمجتمع لما لدور المعلم في بناء المجتمع السليم أهمية عليا, لأن المجتمعات تبنى بعقول المعلمين الأكفاء, والاهتمام بالمعلم دال دلالة قوية على مستوى وعي الدولة والمتجمع بأهمية الدور التعليمي في خلق مصفوفة العقول البناءة بدلاً من العقول الهدامة. أن حضور التنمية وفاعليتها يرتبط بمدى فاعلية المعلم والتعليم في أي مجتمع ومن هنا يجب الالتفات إلى عمل المعلم وتشجيعه حتى لا يفقد المجتمع في ظل الاضطرابات السياسية دور المعلم , وفاعليته على اعتبار أن الماديات يمكن تعويضها في حالة تهدمها , ولكن من الصعب إعادة العقول بعد ضياعها نتيجة لارتفاع تكلفتها على جميع مستويات المجتمع. ورموز العلم والتعليم مفردات تحكي البناء التكاملي في العملية التعليمية .. وفي هذا المقال نناقش مفردة من مفردات التعليم تحمل مستوى الرمزية في العملية التعليمية التربوية في مدينة عدن .. من واجبنا في حق الأمانة الأخلاقية وحق الوطن وحق الدين في مقولة: ( وما جزاء الإحسان إلا الإحسان) . تظهر الأستاذة الفاضلة أفراح الدماني ( مديرة مدرسة عبدالله خليفة) رمزاً من رموز العلم والتعليم , وعلى الرغم من وظيفتها كمديرة مدرسة إلا أن قدراتها وإمكانياتها القيادية تتجاوز بكثير هذا المنصب المحدود.. إلا أننا نعود ونقول في تجسيد أهمية قيادة المدرسة من كون المدرسة هي الانطلاقة الأولى لبناء الإنسان المنتج في حقل المجتمع الإنساني , وهذا ما يجعل من وظيفة هذه الأستاذة القديرة وقدراتها المتعددة في حل مشكلات المدرسة على مستوى الكادر التدريسي من جهة ومشكلات الطالبات من جهة أخرى وبالشكل المطلوب في غاية من الأهمية , ويساعد في ذلك شخصيتها القوية الكارزمية المؤثرة, ونجاح عملية الضبط مما يجعل جميع شؤون المدرسة تحت السيطرة ومحاولة الخروج عن نمط الانضباط الذي قد يحصل من قبل بعض الكادر التدريسي داخل هذه المدرسة يواجه مسطرة الضبط القيمي والإداري للأستاذة أفراح لتعيده إلى جادة الصواب والاستقامة , ولهذا من الصعب وجود عملية التخاذل والإهمال في محيط هذه المدرسة, بل على العكس من ذلك أصبحت هذه المدرسة كمدرسة نموذجية في سير العملية التعليمية, ومن ثم إنتاج المتفوقين والاعتناء بهم بصورة متميزة, وهذا يتمثله الإنتاج القيمي لدى الأستاذة أفراح الدماني التي أصبح اسمها علم من أعلام الوسط التعليمي في مدينة عدن. ظهرت كارزما الأستاذة أفراح بشكل أكثر وضوحاً بعد أحداث الحرب الأخيرة حيث كانت قلوب الآباء في محراب الخوف والقلق على صغيراتهم إلا أن الأستاذة أفراح كانت قادرة بكل جدارة على رعاية الصغيرات من الطالبات ضمن رعاية أخلاقية بمصاحبة عملية تعليمية فاعلة تفوق التوقعات في تلك الأيام المحبطة والمضطربة, وكانت مقولة الأستاذة أفراح في ذلك الوقت الموجهة لاجتماع الآباء في بهو المدرسة قائلة لهم : ( يا آباء لا تخافوا بناتكم أمانة في رقبتي) قالتها بكل ثقة ووثق فيها الآباء حينها, واثبتت الأيام اللاحقة أن الأستاذة أفراح كانت عند حسن ظن الآباء بها .. حلت الطمأنينة في نفوس الآباء كلما رأوها واجهة تملى ساحة المدرسة بفعلها الكبير وعاطفتها الأمومية التي زادتها تقديراً وحباً . على الرغم من صعوبة الظروف إلا أنها تمكنت من تمثيل السلطة التقديرية التي تملكها والتي هي أساس عنصر القيادة في مفهوم علم الإدارة , مثلتها في أفضل صورها من خلال خلق تكيف اجتماعي كبير في الوسط المدرسي لتسيير العملية التعليمية على أكمل وجه , وليس التعليمية فقط , وإنما الرعاية الأخلاقية التي تتمثل في عيون الأستاذة أفراح في مراقبة التحركات في صورتها الكلية للانتباه لأي أخطاء أخلاقية على مستوى الشكل والمضمون بل تكاد تعرف جميع الفتيات في مدرستها بصورة تفصيلية , بالإضافة الاهتمام برعاية المتفوقات , وكل ذلك في مفهوم الأستاذة أفراح أن الرعاية لا تقف عند حد العملية التعليمية فقط , ولكن لابد من مرافقة الرعاية الأخلاقية التي هي ضرورة ومكملة للعملية التعليمية تنظيم لروح الاستقامة في البناء النفسي للمعلمة والتلميذة . أي أن روح التكامل التعليمي والأخلاقي ديدن هذه الأستاذة القديرة التي هي مفخرة لنا جمعياً , ولهذا الوطن . بيوت العلم والتعليم هي أكثر من يقدر دور الأستاذة أفراح , لأنها تدرك تماماً مدى عظمة الدور الفاعل في بناء النسيج العلمي الذي تصنعه هذه المرأة في محيط هذه المدرسة . في الأخير تحت مقومات هذه الظروف السياسية الصعبة والمعقدة لا يمكن إعطاء الأستاذة القديرة أفراح الدماني الاستحقاقات الحقيقية التي تستحقها لدورها العظيم في صنع المعلمة والتلميذة , وجهودها النادرة وقدرتها الفائقة في حل المشكلات بمختلف أشكالها المتعلقة بالعملية التعليمية داخل المدرسة بمستوى أفضل وناجح ضمن خيارات متعددة حيث تعالج المشكلات بعمق وشجاعة في ظل روح التفاني, وبجهود نادرة وفي ظل ظروف أحياناً كثيرة تكون قاهرة .. نحن نرى المرأة الكارزما على شاشة التلفاز.. ولكن في الواقع العملي , وفي محيطنا الاجتماعي هي مثيلات الأستاذة أفراح الدماني .