حين تشتعل المصابيح، وينجلي ذاك الظلام البائس، نستطيع أن نرى، ونتعرف على كل من حولنا؛ لتظهر كل الوجوه المتسترة بأقنعة الزيف.. وحين يختفي القلم يأتي السلاح وبكل مسمياته المقيتة، التي أضحت بالشعوب العربية، وسيطرة على كل العقول؛ ليصبح الدم هو المباح سفكه، والأرواح هي المراد زهقها، ولأتفه الأمور، وكل ذلك حين يغزونا الجهل، ويحلق الظلام فينا؛ لنصبح بذالك عالة على وطننا المسكين. هذه هو المراد من كل ساسة الاسترزاق، وناهبي الأموال، يجمدون ويطفئون نور العلم؛ ليتوشحوا بذاك الظلام الدامس المخيف، فتحلوا لهم السرقة، ونهب أموال الفقراء والمساكين. نراهم حالياً يتجاوزوا، ويهملوا ذاك الطريق المؤدي إلى بناء جيلاً يسوده أريج العلم... الذي سيقضي على كل أيدي الفساد العابثة بالبلاد. نراهم اليوم وبكل وقاحة يخرجون التلاميذ من المدارس ويذهبوا بهم للخنادق ويشجعوهم على حمل السلاح، منسجمين للإضراب الذي أشار إليه المعلمين، وكأن الأمر لا يعنيهم يريدون إنشاء جيلاً متخلفاً مرسوماً على رؤوسهم دعوات الشر والدمار. اليوم وبعد كل التضحيات التي قدمتها المحافظات الجنوبية في سبيل التحرير وبناء دولة مستقرة ذات سيادة.... يتمتع كل أبناءها بحقوقهم، المسلوبة منذُ زمن؛ نجد أيدي الاسترزاق على حساب شباب الجنوب تسعى جاهدة لإحباطهم، والنيل من نصرهم العظيم الذي تحقق بإرادة من الله سبحانه وتعالى، ثم بإرادة أبناء الجنوب في كل المحافظات والمديريات... كثر علينا المتكالبون يا أبناء الجنوب فمهما تعددت مسمياتهم فهدفهم واحد... ومهما انقسموا، اختلفوا، أزهقوا، من دماءهم يبقى مرادهم واحد وهو تفكيك، وتقطيع النسيج الاجتماعي الواحد لكل أبناء الجنوب... يريدون وبكل قوة دس السم في الإناء... ولكن دون جدوى تذكر... فبسالة شعب الجنوب وإصرارهم أنهك مخططاتهم الهمجية وأعاد كيدهم إلى نحورهم. أنظروا إليهم اليوم: حوثيين وإصلاحيين، وأخونجيين وزيديين ومؤتمريين وكل الأحزاب تتوعد بالنيل وتحطيم قلعة النصر التي بنيناها بأرواح لن نراها مجدداً. علينا أن نكون أكثر وعياً ولا نجتر وراء الفخاخ والمصائد التي يدبرونها لنا... علينا أن نقف وقفة رجلاً واحداً أمامهم. علينا أن نشجع كل المؤسسات التعليمية، وكل الأفكار الطموحة. علينا أن نبني أنفسنا ولن ننتظر لأن يأتي أحداً ليبنينا. نتمنى من المجلس الانتقالي أن يقف ويدعم هذه المؤسسات الثقافية الهادفة إلى بناء جيلاً متسلحاً بالعلم والمعرفة، فالمجلس الانتقالي هو الأمل والممثل الوحيد الذي نبقى بانتظاره في استعادة دولتنا المفقودة... أتمنى أن لا يتم تجاوز مثل هذه الأفكار الطموحة التي ستكون سنداً كبيراً له في استعادة الدولة وتحقيق المصير، كما هو حاصل لان وبكل حزن مع المؤسسة الثقافية العلمية التي تبذل قصار جهدها في نشر الوعي وتثقيف الشباب، وتنظيم وعمل المسابقات الثقافية، ودعم وتحفيز الطلبة. نتمنى أن لا تخلط الأوراق، وتذهب تضحياتنا خلف الرياح العابرة.