كيف نبدأ ومن اين ننطلق جميع الأوراق مخلوطة وأصبحت الساحة الجنوبية مفترق طرق لكل المكونات السياسية الجنوبية القديمة والحديثة وملتقى خلافات مبوبة ومدروسة بعناية فائقة على ألا يتفقوا الجنوبيون لكن سنحاول التعامل مع كل هذه القضايا بشفافية دقيقة وحساسة وأكثر وضوحا حتى تظهر للمشاهد الجنوبي في الداخل وفي الخارج اين يسير هذا الوطن المتهاوي تصاعدا . ولن نبدأ من اين بدا المجلس الانتقالي ولكن سوف نستعرض مسيرة من سبقوه كانوا أحزاب أو تنظيمات أو مكونات مفرخة أو تشكيلات استثنائية تقوم بادوار تزيد فجوات التصدع وزرع بذور الفتنة في الجنوب كله وكل هولاء جاؤا إلى الساحات الجنوبية بعد اتفاقية الوحدة أو ممن جاؤا أثناء الحرب الظالمة التي شنها الشمال على الجنوب في صيف العام 1994 حيث كانوا من التشكيلات المناطقية أو القبلية أو الأحزاب ذات الميول الدينية التي اكتسحت الساحة الجنوبية بعد توقيع اتفاقية الوحدة الاندماجية من المحافظات الشمالية ومن دول الجوار الذين غذوا هذه التيارات بكل ما يملكون من المال والسلاح وبناء المساجد الفاخرة سبع نجوم ولم يعملوا على بناء مدرسة واحدة أو تشييد مستوصف أو يتبنوا بناء مشاريع يستفيد منها المواطن في الجنوب . أما فيما يتعلق بالأحزاب السياسية التي كانت قائمة ولها توجهاتها الأيدلوجية استقطبت وأصبحت عن معارضة سالبة غير مؤثرة تحركها المصالح الذاتية وايضا لا تملك قرار أو ممن يدق الطاولة لكنها وللأسف الشديد كانت تعيش على الارتزاق والمصاريف الضرورية من اللجنة الخاصة المكلفة برعاية مصالحهم في المهجر وتوفر الذين في الداخل نفس الالتزامات المادية . هنا أيضا كان لصنعاء دور الوسيط في الإقليم ومع الدول العربية من تسهيل أمور هولاء لأنها تجد في هذا التوسط وسيلة بقاء الجنوبيون في شتات وفرقة وتباعد بعضهم عن بعض لكي تفرض نفوذها والبسط على الأرض والثروات الجنوبية على كل المستويات ودم وإلحاق تحت شعار الفرع عاد إلى الأصل لكن الظروف فرضت واقع أخر والحراك الجنوبي الصادق الذي شارك بكل فعالية ومن خلال صدور عارية وتصميم وعزيمة عالية هز كيان الاستيطان وهزم قوى الشر المخلوع واستمر النضال حتى تم الاقتلاع التام لهم من ارض الجنوب . اليوم هنا يبرز محك مهم وظروف صعبه اذا لم يتجاوزها الجنوب والمجلس الانتقالي ويفتح باب الحوار الصادق والشفافية مع كل الكيانات الجنوبية ويغلب المصلحة الوطنية على مقاليد المصلحة الخاصة ويخرج من قباب المناطقية واكتساب القوة على حساب إقصاء وتهميش الآخرين هنا لن يصل الجنوب إلى مخرج واضح يخدم القضية الجنوبية وسيظل الوضع العام يتأرجح بين الأطراف والخلافات تطور وساحة الصراعات تتوسع والخاسر الجنوب وشعبه ومكوناته القديمة والحديثة وعلى المجلس الانتقالي الخروج من المعارضة الناعمة وأساليب الاستفطابات الإقليمية والدولية العالمية وفسح المجال لكل الشرفاء والعلماء من أبناء الجنوب للمشاركة والمساهمة في صنع القرار الجنوبي الحر وليس عيبا عندما نطالب العالم بحوارات ندية سياسية ودبلوماسية وتجارية وتقديم للجنوب المساعدات الفنية التي من خلالها يتم استخراج ثوراتنا الهائلة والكبيرة وان نبي علاقات احترام وتقدير مع أشقائنا في الجزيرة والخليج ومع العالم اجمع الجنوب غني ويحتاج إلى كل العقول الناضجة والمجربة ولدينا خامات وخامات ناجحة في بلاد المهجر فهم هولاء من سيقودون السفينة الى بر الامان هل من يفهم ويرسم خارطة المستقبل على هذه الأسس نسأل الله التوفيق والصلاح للجميع وأن تتم الحوارات على خطوط العقلانية والإمعان .