عدنا ضحى اليوم من ديبال بور إلى رايوند بعد أن قضينا هناك أثني عشر يوما قضيناها في ثلاثة أحياء، حي خليل آباد وحي السوبر ماركت وحي ضياء الدين، وجرت الكثير من الأمور من زيارات ولقاءات وخروجات وتشكيل والقرب من الإنسان الباكستاني واستطلاع الخارطة الدينية والاجتماعية هناك، وقد دونت كل ذلك في مذكراتي وسأنشر بعضها في صفحتي على الفيس. كان طريق عودتنا غير طريق ذهابنا فمررنا بمدن وقرى أخرى، والطريق من ديبال بور إلى رايوند يكاد يكون كله مدنا وقرى فالكثافة السكانية يبدو أنها مرتفعة، وكان طريق العودة كطريق الذهاب، مزارع قصب السكر والأرز والبطاطس والذرة الهندية والذرة البيضاء والعنبروت والمنجا وغيرها من المزروعات مع قطعان الجواميس وبيادر الحبوب وأفران الطوب الأحمر، وتقطع الطريق ترعات تأتي من أنهار قريبة. وفي الطريق لمحت مخيمات وبيوت المهمشين وإذا وضعهم يشبه ما هو موجود في بلادنا. وحين دخلنا مدينة رايوند شاهدنا الفرق المكلفة بالترتيب للإجتماع السنوي (المؤتمر) تباشر عملها في نصب المخيمات وفرش المفروشات وإنشاء المطابخ وصالات الطعام وتجهيز الحمامات في مساحات كبيرة استعدادا للمؤتمر الذي سينعقد في مطلع نوفمبر الأربعاء القادم والذي سيحضره الكثير من الأحباب والمحبين في الداخل والخارج. ولما وصلنا المركز وجدناه يعج بالناس وكأنك في المسجد الحرام حيث قدموا من بلاد كثيرة لحضور الإجتماع، وقد لقيت عددا من اليمنيين منهم أمير جماعة التبليغ في اليمن الشيخ صالح مقبل وأمير جماعة التبليغ في جيبوتي الشيخ سالم زيد الحضرمي وآخرين، وبعد العصر جمع العرب الذين عادوا للتو من الخروج وقد زادوا على المائة، لترفع كل جماعة خلاصة ونتائج خروجها، وقد كلفت أنا بالحديث في الجمع عن جماعتنا. وهذا الإجتماع انعقد أول مرة عام 1953م ولم يتوقف انعقاده إلى اليوم، وحين ضربت طالبان استدعى الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف الشيخ عبد الوهاب أمير الدعوة في الباكستان وبلغه أن هناك توجيهات أمريكية بإيقاف الإجتماع هذا العام، فقال له الشيخ عبد الوهاب بقلب ثابت واثق : إن كان عندك توجيهات أمريكية بوقف الإجتماع فعندي توجيهات ربانية بعقد الإجتماع وغادر مجلس الرئيس وعقد الإجتماع.