قد تفضي مباحثات السويد القادمة إلى تسوية يمنية . إنها ، في أغلب الظن ، بداية مسار سوف ينتهي إلى حل ما ، حل يأخذ فصولا ، قد تتدخل فيها عناصر مختلفة ، وقد تساهم في تشكيل صورتها التطورات في دول التحالف وتداعيات أزماتها الأخيرة ، ومعها قد يُستأنف الصراع بأشكال أخرى. لكن ، كائناً ما كان الحال، يبقى أن النتائج ستبقى أقل من توقعاتنا كيمنيين ، ولسوف يدور الاختلاف بعد الآن حول درجة السوء الذي تتصف به النتائج، ومدى القدرة على التحكم بها أو ضبطها والتخفيف منها. موافقة السويد على طلب الولاياتالمتحدةالأمريكية، بشأن عقد الأطراف اليمنية المتحاربة مفاوضات جديدة في السويد. وأعلان وزيرة خارجية السويد، مارغوت فالستروم، إن بلادها مستعدة لاستضافة محادثات بين الأطراف المتنازعة في اليمن وأنها سعيدة بذلك . يأتي ذلك عقب دعوة وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أطراف الصراع اليمني كافة لوقف إطلاق النار خلال 30 يوما، والدخول في مفاوضات جادة، لإنهاء الحرب في البلاد. في ذات السياق تؤكد رئيسة وزراء بريطانيا دعمها الدعوة الأمريكية لوقف التصعيد في اليمن وقالت تيريزا ماي أمام البرلمان البريطاني "لن يكون لوقف إطلاق النار في أنحاء البلاد تأثير على الأرض إن لم يرتكز على اتفاق سياسي بين الأطراف المتحاربة“. وفي الوقت نفسه وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس باغلي أعلنت في تصريح ل BFMTV الفرنسية إن الوقت قد حان للحل السياسي في اليمن وإيقاف الحرب . هنا، يمكننا القول ، إن إجماعاً عالميا كهذا لا يأتي إلا بتنسيق مسبق وبتوجه دولي ، لايمكن التكهن بكارثية النتائج التي تترتب على التصدي له. يبدو أن الأمور اتجهت إلى ترسيم توازن للقوى على محورين : 1- محور يتيح الكثير للجيش الوطني في أماكن سيطرته . 2- محور يمنح حق سيطرة الحوثيين على مناطق تواجدهم و سيدخل الحوثي توازن القوى الجديد بإعتباره قوة تهدد أمن مدن ومطارات السعودية والإمارات . وأفصح المبعوث الأممي مارتن غريفيث عن تدابير لبناء الثقة " . وأوضح أن هذه التدابير تتضمن " تعزيز قدرات المصرف المركزي اليمني وتبادل الأسرى وفتح مطار صنعاء " . بالإضافة إلى تلك التدابير يزداد التعويل اليوم على وقف الحرب وحل ما يمكن حله من مسائل إنسانية، فضلاً عن استخدام الفرص المتاحة، القليلة وذات السقف المنخفض، للعمل السياسي . أما عن هوية طرفي المباحثات حصرها الموفد الدولي ب" الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين " داعيا إياهم المشاركة الفاعلة بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة لإنهاء النزاع . ستبدي أطرافا سياسية رفضها ، وستعتبر القبول بتدابير الحلول المقترحة أقل من سقف التوقعات . لكن إجماع العالم يضفي على تلك التدابير مشروعية ، الوقوف ضدها من شأنه تبديد لإمكانات ينبغي حفظها لمعارك سياسية قادمة .