الحلقة الثانية من زيارة يافع صيف 2018 م التقويم الذي أعتمده المسلمون من هجرة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة والذي تعتمد فيه أيام الشهر على منازل القمر من هلاله إلى محاقه هو فضل ورحمة من الله على عباده , ومن عظيم التقويم الهجري أنه في الأصل تقويم رباني من يوم خلق الله السموات والأرض كما جاء في كتاب الله المجيد : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) التوبة 36. وهنا تتجلى حكمة الله سبحانه وتعالى حيث تتبادل الشهور الهجرية دورة الحياة لتهل في مختلف أيام وفصول الأعوام الميلادية كما هو معروف , فتارة يهل علينا شهر رمضان المبارك في فصل الصيف الشديد الحرارة والطويلة أيامه كما في هذا العام , ودورات أخرى في الشتاء , ودواليك مع بقية الفصول , إنها حكمة الله ورحمته خاصة للأمة الإسلامية , ولمواقيت العبادة في ثلاثة من أركان الإسلام الخمسة , من صلاة وصيام وحج , ( وكذلك مكانة الاشهر الحرم عند الله ) سبحانه جل شأنه . وكما هو الحال توافق شهر رمضان المبارك هذا العام في أوج فصل الصيف , حيث أستمتعنا بأجوائه الروحانية في مناخ يافع الصيفي المعتدل بحكم المكان الذي حبا الله به يافع , وبارتفاعها عن سطح البحر إلى 3000 متر عند أعلى القمم , وفوق 2300 متر في هضبته العليا . وكان آخر رمضان لي في فصل الصيف , في مسقط الرأس يافع قبل 38 عام , وأذكر أنني غادرت يافع مع قريبي وصديقي الصدوق إلى اليوم الأستاذ حسين أحمد ناصر بن أبو زيد إلى بلاد الغربة , في 9 رمضان وبالتقويم الميلادي 19 يوليو 1980 م . والحمد لله هذا العام قضيت شهر رمضان مع أهلي في يافع وكل أهلها أهلي . وقد تلازمنا الخروج يوميا, مع الإخوان الأعزاء الكرام / أبونا وشيخ ألطف القدير / أحمد عبد الله بن سكندر والدكتور / محمد هيثم والإخوان الأعزاء عبد السلام بن محمد عبد الله وحسن وعبد الله محمد عمر محمد والملازم / معتز حسين عبد الله ( ابن الشهيد واخو الشهيد ) والشيخ / ناصر عبد الحافظ الفقيه والأستاذ / محمد علوي سعيد والقائد /عبد الله حسين سعيد ( مسعود ) والمبادر الحليم /محمد عبد الرب بن حمادة . واتفقنا عنوة الخروج قبل صلاة العصر للتمتع بأجواء صيف يافع البديع , وحتى نصلي صلاة عصر كل يوم في مسجد من مساجد يافع , في قرية نزورها , أو تلك التي عمرها أهل الخير على الطرقات العامة , كما هيا والحمد لله مساجد يافع عامرة بفضل أهل الخير , وألف حمد لله على خير يافع العميم . وكنت أعبر عن مشاعري الفياضة وأقول لرفقتي , إن عيون رمضان بجوه الروحاني أكثر إمتاع للروح , حيث تعتنق الروح مع النفوس الصافية من الأخلاط , لتجلي وتمتع وتجسد الرؤية عيانا وروحا , بل وتسجلها وتنقلها إلى عمق الذاكرة . تجولنا في ربوع بلادي يافع العز والشموخ , من الحد إلى عثاره والجربه في المفلحي , فإلى الربيعي وجبل المصانع الذي يحتبي على قمته قصر الصديق العزيز الشيخ عبد الرب قاسم العيسائي ( أبو طه ) و من إطلالته السامية ترتسم أمام الناظرين صورة بديعة لمدينة يافع , بل مدنه المترابطة والمجسدة بلوحة غاية في الجمال والجلال والأبداع , حيث منظر قصورها ومبانيها تتراءى وكأنها زرعت من بذرة واحدة , بنمطها المعماري الحجري العريق الذي لا يشوبه سوى بعض المباني الإسمنتية النشاز , وهنا أنوه إلى ضرورة الحفاظ على معمارنا اليافعي المتميز تميز يافع وأهلها . وإن شاء الله أوافيكم في الحلقات القادمة عن تفاصيل تستحق التوقف عندها .