كانوا 3 يحملون روح الإنسان النقي، 2 منهم صارت تجمعني بهم صداقة وتقدير متبادل وصولا إلى اقتسام رغيف الخبز، والثالث انضم قبل حوالي أسبوع للجلوس معنا_ أقصد بمعنا الزميل عبده زيد المقرمي وأنا.. وثلاثتهم يعانون من أزمة نفسية ضاعفت الأوضاع منها لديهم.. يوم أمس السبت الموافق 17نوفمبر الجاري، تركني الزميل عبده زيد في المكان وغادر للبحث عن مخلفات البلاستيك.. ولأول مرة أجلس منفرداً مع ثلاثتهم: " كاظم_ الأصبحي وخالد"... إذ يعانون من أزمات نفسية.. جلست أصغي لهم وأركز على حركات وحديث كل واحد منهم مع نفسه على حدة... فرغم الوجع الذي يداهمني من سوء حالتهم النفسية والمادية وحالة التشرد والبؤس والعذاب النفسي الذي يعتصرهم، تعاضم الوجع أكثر وأكثر، فثلاثتهم يلعن الحرب ويتمنى السلام وأن يعيشوا كما يعيش الناس سعداء.. خرجت بقناعة بأن كافتنا يعيش أزمة نفسية وإن كابر وحاول الظهور بحالة مغايرة، دام وهو يختزل حلمه في وطن آمن مستقر.. وأن كل يمني يحلم بوطن يسوده الأمن والاستقرار والنماء في ظل هكذا تسلط وجنون، وبكل تقدير_ كل يمني يحلم بذلك يعيش أزمة نفسية.. التعافي منها لن يكون بغير سلام وآمن واستقرار يسود اليمن.. ولا أخجل من القول والاعتراف بأني مدمن هذا الداء النفسي مثل كل يمني سكنه عصف نفسي نتيجة الافراط في الأمل بيمن غير يمن الحاضر.. يمن معفر بالسلام والحب والأمان والتعايش بسلام.. والحلم بالسلام في ظل وجود هكذا عشق للحرب والموت وبقاء اليمن ضمن هذه الدوامة، ليس أمر وارد إذا لم ينبذ كل يمني الحرب من روحه ويخصب بذور السلام فيها لتزهر على الأرض سلام فعلي دائم..