نشر صحفي يمني عبر سلسلة مقالات يومية قائمة بأرقام الهواتف المحمولة والثابتة لأبرز مسؤولي الدولة والحكومة وقيادات في السلطة المحلية بالمحافظات ورؤساء الأحزاب وبعض الدبلوماسيين، إضافة إلى فاكس رئيس الجمهورية نفسه عبدربه منصور هادي، وكذلك هواتف دبلوماسيين أجانب. وشبه مراقبون ما قام به الصحفي اليمني بفعلة الصحفي المثير للجدل جوليان أسانج صاحب موقع ويكيليكس. ويرى الصحفي اليمني محمود ياسين أن ذلك من شأنه تسهيل الاتصال بين المواطنين والمسؤولين الذين لا يتواصلون جيداً مع الشعب. وفي عموده اليومي بصحيفة "الأولى" المستقلة، فاجأ الكاتب الساخر محمود ياسين القراء بنشر الأرقام الخاصة، التي تعد من الخطوط الحُمر أمام الجماهير، طالباً من المواطنين كسر الحواجز المصطنعة بينهم وبين رجالات الدولة. وهو ما وضع الكاتب في مرمى المسؤولين اليمنيين الذين اعتبروا نشر هذه الأرقام تعدياً على خصوصياتهم، بعد أن تلقوا سيلاً من المكالمات والرسائل التي حمل بعضها نقداً تجاوز "حدود اللياقة"، على حد قولهم. وفي تصريح خاص قال محمود ياسين إن "ما عمله كان بمثابة هدم الجدار بين المسؤولين والناس، وشكل من ملاحقة الهاربين التاريخيين من امتحانهم الجماهيري العسير"، لافتاً إلى أنه سينشر في حلقات قادمة إيميلات هؤلاء القياديين في الدولة. وفيما سارع الكثير من هؤلاء المسؤولين بتغيير أرقامهم، قال الصحفي والكاتب الساخر محمود ياسين إنه سينشر الأرقام الجديدة معتمداً على مصادره الخاصة والقوية في الحصول على هذه الأرقام. وعملياً، حققت فعلة ياسين هذه سحب أعداد كبيرة من صحيفته، بينما لجأ باعة متجولون وعمال أكشاك الصحف إلى قصّ المقالات التي تحوي أرقام هواتف المسؤولين، وتصوير آلاف النسخ عبر آلات التصوير الورقي، وبيعها للناس حتى وصل الأمر إلى توزيع تلك الصور في المساجد. وبحسب بعض المصادر، فإن مجالس تعاطي القات الشهيرة في اليمن أصبح حديثها الشاغل تلك الأرقام، حتى إن كل واحد يقايض صديقه برقم مقابل رقم، حيث يعطيه مثلاً رقم وزير التربية مقابل أن يحصل منه على رقم وزير العدل. يُذكر أن الصحفي كان قد نشر رقمه أيضاً لحثّ الناس على الاستفسار منه واللجوء إليه عند مواجهة أي عقبات في التواصل مع مسؤولي الدولة. وأضاف ياسين في حديثه أنه بات يتلقى اتصالاً كل دقيقتين، مشيراً إلى أن المتصلين على هاتفه يوجهون في الغالب احتجاجهم على عدم الرد من قبل المسؤولين. وتابع قائلاً "الاستفسارات عن أسباب عدم ردّ الوزراء والدبلوماسيين والقادة الحزبيين على اتصالات الناس لم تكفّ عن ملاحقتي وكأنني وعدتهم بمكالمات طويلة يتبادلون فيها مع الساسة الاعترافات والتوضيحات والود، مع أن الوسيلة المثلى هي إرسال رسائل "إس إم إس" لشرح ما يرغبون في توضيحه، حيث إن المسؤولين في الغالب لا يردون على الاتصالات. وفيما أكدت مصادر مطلعة أن وزير الخدمة المدنية وجّه موظفي الوزارة ومكاتبها في المحافظات بحجب أرقامهم عن الصحافيين خشية ملاحقة عشرات الآلاف من طالبي الوظائف. وأشار ياسين إلى أنه تلقى عتاباً ونقداً لاذاعاً من مسؤولين قال إنهم "اختلفوا في انتماءاتهم السياسية ومواقفهم مما يجري في البلد واتفقوا على قطع أي تواصل مستقبلي بيني وبينهم".