شرعية الرئيس هادي التي ينكرها بعض المأزومين الجنوبيين (والحوثيين الذين انقلبوا على شرعيتة) لم يسعى الرئيس هادي لهذة الشرعية بل هي من سعت اليه في مرحلة وظروف استثنائية صعبة كانت تمر بها اليمن ، عندما تطلبت الأحداث التي كانت تمر بها اليمن الى رئيس توافقي يتولى زمام السلطة في صنعاء وتم اختيار الرئيس هادي لهذة المهمة بالتوافق ورفض ان يتولى رئاسة الجمهورية دون ان تعطى له صبغة شرعية تعزز قراراته وسلطاتة واشترط اجرى انتخابات وان ينال الثقة من الشعب وعبر صناديق الاقتراع وتم له ذلك واخذ الصفة الشرعية لرئاستة الجمهورية وياتي الْيَوم من ينكر علية هذة الشرعية بدعوى انه لم يشارك في انتخابة وتناسوا ان الانتخابات تمت للشعب اليمني كلة وان أغلبية الشعب اليمني وصوتوا لة ومنحوه الثقة .. الرئيس هادي تحمل هذة المسؤولية في ظروف صعبة واستثنائية تتطلب رباطة جاش وصبر وحكمة وهي مسؤولية كبيرة جدا في دولة مثل اليمن والتي تعتبر السلطة فيها في الظروف العادية صعبة فكيف الحال عندما تكون الظروف استثنائية ومعقدة وصعبة ووجود صراع شديد لمراكز القوى في صنعاء ؟ لم يحظى الرئيس هادي بظروف طبيعية ومؤاتية لادارة البلاد منذو تولية الرئاسة وكانت مراكز القوى تفتعل الأزمات في كل المجالات الخدمية والاقتصادية والأمنية لغرض إفشال مهمتة الوطنية وهي اخراج البلاد من عنق الزجاجة عبر حوار وطني ومخرجات لهذا الحوار هي في الحقيقة خارطة طريق لوصول البلاد الى بر الامان .. وعندما فشلت الأزمات المفتعلة في ثني الرئيس هادي عن السير الى الامام في مهمتة الوطنية تم التحضير لانقلاب عسكري ضدة من قبل الحوثيين وصالح وبإشراف وتمويل اطراف إخرى . وامام هذا الانقلاب العسكري الذي نفذتة مليشيات الحوثي وصالح كان على الرئيس هادي ان يختار بين خيارين اما ان يسلم الانقلابيين السلطة ويخرج من المشهد ويتخلى عن مهمتة الوطنية والأمانة التي يحملها او ان يقاوم الانقلاب بكل الوسائل المتاحة امامه في صنعاء على قلتها ، فصمد في منزلة ورفض الاذعان للمليشيات الانقلابية في التوقيع ع عشرات القرارات التي تعزز سلطة الانقلابيين وتسحب سلطاته .. وخرج من صنعاء بمجازفة كبيرة كادت ان تنهي حياتة اثناء توجهه الى عدن ، لم يخرج ليحتفظ بحياته لانه كان با إمكانه ان يذعن لهم وبالمقابل سيوفرون له حياة رغيدة هو واسرتة بل خرج ليستمر في مقاومة الانقلابيين ولاجل يحقق مشروعة الوطني الذي خرج بة مؤتمر الحوار .. الرئيس هادي خرج من صنعاء ولَم يحمل معه اَي اموال تخص الدولة بل خرج خالي الوفاض فكل موسسات الدولة كانت في صنعاء . وموسسات الدولة في عدن تم تدميرها ونهبها وأصبحت الدولة تختزل في شرعيتة كرئيس للبلاد وكان علية مسؤولية ومهام كبيرة في اعادة بناء موسسات الدولة وتوفير الأموال اللازمة لصرف رواتب الموظفين .. وبداء الرئيس هادي في العمل على ذلك ولكنه فوجى ان هناك ادوات معرقلة لجهودة هذة من قبل ادوات رخيصة لاتملك ذرة من الوطنية ورغم ذلك استمر يقاتل في هذا المجال وهو مجال اعادة موسسات الدولة وتوفير الأموال لصرف رواتب الموظفين واستطاع ان يخلق قاعدة بيانات جديدة لموظفي الدولة ونقل البنك الى عدن ( اسم فقط ) وكان علية ان يوفر الأموال لهذا البنك وفعلا استطاع ان يسحب البساط من تحت الانقلابيين وقام بسحب الأموال التي كانت تطبع في روسيا ووردها الى عدن والتي واجهت هذة الأموال عراقيل كثيرة في وصولها الى البنك من قبل الادوات التعطيلية الرخيصة وايضا بواسطة الحملات الاعلامية التي ادعت ان الأموال تطبع دون غطاء وان هبوط العملة بسبب هذة الأموال ولكن الأسابيع الماضية اثبتت زيف ادعائهم وان هبوط العملة كان بسببهم كونهم ادوات تخريب وتعطيل معتمدة لدى الكفيل .. الرئيس هادي لازال يخوض عدة معارك في نفس الوقت واهمها معركتة الرئيسيّة مع الانقلابيين ومعارك اقتصادية جانبية مفتعلة من قبل اطراف معروفة لغرض إثبات فشل الرئيس هادي ولكن الرئيس هادي ليس من النوع الذي يستسلم في معاركة الوطنية فقد منحة الله الصبر والحكمة ورباطة الجأش واثبتت المراحل الماضية انه هو المنتصر في كل المعارك .. تحية الى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي قائد معركة الوطن الكبرى لإخراجه من عنق الزجاجة الى مساحات ارحب تتوفر فيها عوامل النمو والازدهار والعدالة في اليمن الاتحادي العتيد .. ( سالم الحسني )