ان المشاورات اليمنية التي أعد لها المجتمع الدولي والمبعوث الاممي والتي تعقد حالياً في السويد يشارك فيها وفدا الشرعية ووفد التمرد الحوثي الذي أبى واستكبر طوال الفترة السابقة القبول بلغة الحوار وتحقيق السلام ,واستطاع فرض حرب مدمرة بالساحة اليمنية طوال أربع سنوات دمرت الأخضر واليابس وراح ضحيتها عدد كبير من القتلى والجرحى والمفقودين والمأسورين والمشردين والمختطفين الذين يعانوا أبشع أساليب التعذيب في سجون قوات التمرد الحوثية الانقلابية التي يحاورها المجتمع الدولي. بينما هم لايستحقون الحوار لأنها طائفة تمثل المد الإيراني بالساحة الشمالية،فيا للعار والإذلال و الاهانة تجاه تلك الحوارات الفاشلة والسياسات الممنهجة فأين حقوق الإنسان أين قيمة الإنسان اين أخلاقيات العالم والشعوب، أمهات تذرف الدموع تتجرع مرارات القهر والحسرة على فلذات أكبادها في زنازين السجون الحوثية ويا ترى هل مشاورات السويد تحمل نوايا صادقة من قبل التمرد الحوثي والمجتمع الدولي. أو انها مجرد مناورات سياسية واستقلال الوقت وتفويت الفرصة على قوات التحالف العربي في تحرير الحديده ومينا الحديدة ذلك المنفذ الوحيد الذي يشكل بؤرة الصراع ذات الإبعاد السياسية. نعم ان ميناء الحديده هو محور الصراع وان تحريره من قبل التحالف العربي والشرعية يمثل الانتصار الحقيقي للسيادة العربية و الهزيمة النهائية للتمرد الحوثية والمد الإيراني وهذه هي الحقيقة بحد ذاتها، وهنا ستنتهي الحرب و تتحقق عملية السلام بالساحة اليمنية وبدون ذلك،لايمكن ان تنجح اي مشاورات وان الحرب سيطول أمدها،وتلك هي السياسات التي يديرها المجتمع الدولي، بهدف تأمين إسرائيل بحد ذاتها، وتدمير المنطقة العربية وتلك الخارطة المعدة للشرق الأوسط سلفا،وان كل ما يدار من حوارات ومشاورات مجرد استهلاك للوقت في تنفيذ خارطة الطريق التي بكل تأكيد تتضمن برامج وخطط ذات ابعاد سياسية وخطيرة لأسمح الله،وحسبنا الله ونعم الوكيل،نحن في زمن بات فيه المجتمع الدولي يكيل بمكيالين ويتعامل بشريحتين ويقتل الميت ويشل جنازته، زمن ذهبت منه الأخلاق والمبادئ الإنسانية والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، وها هو واقع اليوم الذي نعيشه ونتجرع مرارته بكل أساليب الإذلال والقهر، ونتطلع حالياً لما فيه مشاورات السويد أن تحقق ولو أبسط المقاييس الإنسانية تجاه الأسرى والمختطفين في سجون قوات التمرد الحوثي، رغم ان المعطيات الواردة في طريقة الحوار والمشاورات لاتبشر بنجاحها، وإنها عبارة عن فسحة محارب لإعادة ترتيب الأوراق،وربنا يجيب العواقب سليمة.