يعجز المثقف ان يكون متوحشاً او شريراً و اياً كان تيار الفتنة جارفاً الا أنه روحٌ تأبى الا أن تكون ضياءا حتى يجف الطوفان .. في صعدة.. كانت اربطة العلم فكان العلماء بيد أنه لم يك مثقفين ، كل مثقف عالم و ليس كل عالم مثقفا ، فالثقافة نمط حياة و ليست أداة قتل و توحش .. هنا في صعدة طوفان أغرق الجميع ، المتعلم و العالم ، ذهب الجميع الى حفلة صاخبة يهدمون كل شيئ ، ذلك أننا أخذنا العلم و صرفنا الثقافة ، و العلم بلا ثقافة إنما هي نار بلاضياء .. رباط علم في قرية المنزالة بجبل رازح أتى على كل ماهو جميل فينا .. لا يستطيع المثقف أن يكون صاخبا و لا مجادلا و لا محرضا ، إنما هو كيان هادئ و متسامح و لطيف و متناغما مع كل ما هو جميل في هذا الوجود .. روح لطيفة و نسمة عابرة تصنع البهجة و تئد الخلاف و تعده تنوعا ضروريا لحياة اكثر جمالا .. من الجميلين المثقف علي بلابل و هو عالم بإجماع من يعرفه هنا ، عبَّ من العلم كل جارحة فيه و لما يزل يعبُّ العلم عباً ، روح مضيئة بلا ضغينة في زمن كله ضغائن ، و الاستاذ أقيف مشحم فارس الثقافة في صعدة و امين مكتبة مركزها الثقافي لعقود خلت و أقيف تعني أنيق و خلعت عليه هذه الصفة أنه لا يراه الناس الا و هو بكامل قيافته و القيافة تعني الاناقة وزنا و معنى و هي سمت المثقفين و ديدنهم فكما قلنا الثقافة إنما هي نمط حياة و نمط جميل .. أقيف مشحم وضع علامة فارقة لصعدة حينما كان يحصد المراكز الاولى في المسابقة الرمضانية العامة دون توقف .. و منهم الجميل و الخطاط المبدع عبداللطيف غنام أوليس الخطاط مثقفا ؟ و هو من يصنع الجمال و يعيش الجمال و يمتع الغادي و الرائح بجمال خطوطه و زخارفه ؟ ماذا جنت صعده على نفسها حين عبَّتْ العلم فاها الفاغر و لم تصنع الروح الجميلة ؟ ماذا جنت منزالة رازح على زمن بريئ و غض نشتاق لعودته ايما شوق .. زمن بلابل و اقيف و غنام ..