أحمد الأمين - المدينةالمنورة لم يكن منتظرًا أن يكون واقع فن الخط العربي بالمدينة المنوّرة على هذا النحو من الإهمال الذي كشف عنه خطاطو طيبة الطيبة، فقد تباروا جميعًا على رسم صورة لم تكن منتظرة قياسًا بمكانة المدينةالمنورة التاريخية والدينية، وبوصفها البقعة التي شهدت بدايات الاهتمام بالتدوين والخط العربي.. وبإزاء هذا الوضع طالب عددٌ من خطاطي المدينةالمنورة بإيجاد نادٍ للخط العربي يجمع الخطاطين والمهتمين بالخط ويكون نقطة التقاء للخطاطين الذين يزورون المدينةالمنورة من كافة أنحاء العالم سنويًّا في موسم الحج والعمرة عوضًا عن التقائهم كل يوم اثنين بمنزل الخطاط بشار عالوه الذي بادر بذلك، كما اقترحوا إنشاء متحف ومعرض دائم للخط العربي في طيبة. فالدكتور محمد عبدالعزيز نصيف الأستاذ المساعد بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية انتقد ضعف مستوى طلاب الجامعات في الخط، مبينًا أن خط كثير منهم لم يعد مقروءًا أصلًا بسبب ضعف الاهتمام بهذه المادة، مشيدًا في الوقت نفسه بجمال ورقيّ مستوى الخط لدى الطلاب القادمين من خارج المملكة، حيث يظهر لديهم الاهتمام التام بجمال الخط، والأمر يعود إلى كونه مادة أساسية لديهم في دراسة اللغة العربية ولا يمكن تجاوزها. أما الخطاط عبدالعزيز عمر أيوب فطالب بتوفير مكان يجمع الخطاطين آملاً أن لا تغيب المدينةالمنورة عن أي معرض محليّ أو دولي للخط، بحيث تُرتب مشاركة خطاطي المدينة في تلك المعارض، وفي أجنحة المملكة في المعارض الثقافية الدولية، مشددًا على ضرورة إيجاد مهنة خطاط في بيت المدينةالمنورة في الجنادرية. فيما يأمل الخطاط صالح بن حسن النوار في إقامة معرض دائم للخط العربي بالمدينة، مشيرًا إلى أنه بالرغم من أن كتابة الوحي انطلقت من المدينة، إلا أننا لا نجد خطاطين كتبوا المصحف الشريف من المملكة، إلا عدد قليل، وهذا عائد إلى ضعف الاهتمام بالخط العربي عمومًا. كذلك أبدى الخطاط بشار عالوه استغرابه من عدم وجود متحف واحد للخط العربي بالمدينة، مؤكدًا أن المتحف سيكون نقطة تواصل بين المهتمين بالخط من أنحاء العالم من حيث تبادل الخبرات، كما سيكون وسيلة لعرض ثقافتنا للزوار، محذرًا من انقطاع الصلة بين الخطاطين الكبار والجيل الناشئ. أما الخطاط عبدالله الحداد فيرى أن من رموز المدينةالمنورة مصحف المدينة النبوية، وقد ارتبط اسمها حول العالم بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، فيُفترض أن يكون في المدينة أفضل خطاطي العالم، وأولى تلك الخطوات بحسب رأيه إيجاد مقر للخطاطين بالمدينة. ويرى الخطاط بدر بن محمد الجابري في اختيار المدينة هذا العام عاصمة للثقافة الإسلامية بادرة خير للخط العربي، مشيدًا بملتقى الخط العربي الذي تعتزم وزارة الثقافة والإعلام عقده ضمن فعاليات المناسبة. بينما شكى الطالب عدنان النوار من إلغاء مادة الخط العربي في المرحلة المتوسطة.