أعتذر للشرفاء والطيبين من أبناء الجنوب لاستخدامي عبارات قد تكون حادة، وما يدفعني لذلك هو حنقي الشديد على ما يشهده الوطن الجنوبي الغالي هذه الأيام، والذي نراه يعيش في أصعب لحظاته، وهو يستنجد ويصرخ بأبناءه ولكن لا مجيب.. والجريمة الكبرى أنه يخنق بأيادي أبناءه ..! إن الجنوب هو الحراك..وهو الانتقالي.. وهو المقاومة الجنوبية الباسلة التي سطرت أروع صفحات البطولة والفداء، وطهرت الأرض الجنوبية من براثن الغزاة والمحتلين، وحققت بذلك الحلم الذي ظل يراود أبناء الجنوب منذ أن أدخل قسرا في وحدة مغدور بها وفاشلة.. ولأن المقاومة انقسمت إلى قسمين : قسم نذر نفسه لملاحقة الحوثي في وطن غير وطنهم، وبعضهم الآخر نذر نفسه لملاحقة قطع الأراضي، وحماية السماسرة والنهابيين، كذلك حال الحراك الجنوبي الذي ظل صامتا، ولم يعط أي جديد وكان دوره باهتا للغاية، مما ترك فرصة للانتقالي بسحب البساط من تحت قدميه؛ ليترنح هو الآخر ويكتفي بالهبات والوعود الفارغة، وهو يرى أوصال الجنوب تتقطع يوميا. إن هذه النتائج المؤلمة التي لا يستطيع أحد إنكارها تعتبر انتصارا للعقل الشمالي، الذي ظل يراقب عن كثب ما يعتمل على أرضنا من مناوشات واختلافات واغتيالات لا مبرر لها، هذه المسائل جعلت الطرف الشمالي المتربص يستفيد، ونحن الجنوبيين نخسر بسبب سوء قيادتنا وعدم استشعارها بالمسؤولية، ولأن الوضع جدا خطير فإني اناشد كل الشرفاء أن يقوموا بواجبهم تجاه هذا الوطن، وهذه المأساة التي نشاهدها، وبحسب سمعي إن هناك تداعيات من رجال شرفاء يدعون إلى وقفة جادة ومسؤولة تقدم بها أبناء يافع الميامين، فإني أهيب بمن يملك ذرة ضمير أن يتفاعل مع ذلك كما اطلب من المناضل البارز عبد الرب النقيب ألا تأخذه العاطفة تجاه من كانوا سببا في الإخفاقات المذكورة لأن الجنوب فوق الكل وهو ملك للجميع .. هبوا يا أبناء يافع واتحفونا بشيء يعيد الأمل للجنوب، فقد عودتونا التضحية والفداء في جميع مراحل النضال، وقد كنتم ولا زلتم العمق الاستراتيجي للجنوب .. انهضوا يا جنوبيين، وخذوا حقكم فقد استطاع آباؤكم تحرير أرضهم من الاستعمار وهم لا يملكون شيئا. لا تبيعوا الجنوب بشيء من المال، وبمساحات صغيرة من الأرضيات، فقد باعه غيركم في السابق بقراطيس المانجو والموكيت وأصبحوا على فعلتهم هذه نادمين .. وإذا كان قدرنا العودة إلى حظيرة القوم، فعلى الأقل تكون عودة بشرف امتثالا لقول الشاعر الجاهلي الشهير عنترة : لا تسقني كأس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل