اشتكى حمار لأبيه الحكيم.. لماذا لا نكن مثل الاسود لماذا تحتقرنا الناس وتهاب الاسود لماذا الأسود مع ظلمهم وجبروتهن اصبحوا في أعين الناس ملوك الغابة وحكامها أجاب الحمار الحكيم ... اذهب يابني وراقب الاسد، فان استطعت ان تعرف مايميزه وتفعل ما يفعله، فحينها فقط تكن انت ملك الغابة. ذهب الحمار متحمسا متعجلا وراقب الاسد في أرضه فوجد ان : الاسد سريع في عدوه، قوي في ضربه، متسلح بأنيابه ومخالبه، لا يتخلى عن زوجه وعياله، ولا يفرط في ارضه وحقوقه. فلم يرى الحمار في ذلك شي يلفت نظره ... فتابع المراقبة حتى وجد شيئا اخر يميز الاسد، وجد ان الأسد ينشر بوله وروثه في كل الارض التي يعيش فيها حتى يعرف الغريب بوجوده، فلا ينافسه فيها احد. فقال الحمار ...هذه هي رجع الحمار مستبشرا فرحا.. بانه وجد الحل وعرف السر وجعل ينشر بوله وروثه في كل مكان يمر به، يليق او لا يليق، حتى وصل الى ارض الاسد. وبكل فخر وغباء تبول ذلك المسكين امام الاسد، فلم يكمل الحمار بولته الا وهو في فم الاسد .... ✍ اذا اردت ان تكون متقدما وتصل الى حيث وصل ملوك الارض. فلا تقلدهم في حمارياتهم فقط، من رقص وغناء وتحرر ومجون. بل ابحث عن ما يميزهم حقا، والحق بهم، فحينها قد تصل الى ما وصلوا اليه... لم يمر المشهد الدموي مرور الكرام. كيف وقد رأت الغابة كلها ذلك الاسد المتعجرف وهو يأكل الحمار المسكين.... صاح الغراب ... حرام حرام كيف يموت الحمار المسكين بسب هذا الجرم البسيط. رد عليه آخر ... الحمار كان ينفس عن طاقته والسموم اللتي كانت بجسده عبر التبول جاء مثقفهم ... لم يكن على الأسد ان يتعامل بهذه القسوة، هناك حلولا اخرى لمنع الحمار من نشره بوله هنا وهناك.. اتفق الجميع على انشاء منظمة للدفاع عن الحماريات واعلنوا الحمار شخصية هذا العام للتبول الحر ... حضر والد الضحية الحمار الحكيم ، فصاح فيهم ... بذلت عمري وانا اصلح سلوك ابني الحمار، ولم ادرك يوما انكم تقدرون الحماريات الى هذا الحد. لقد كان حماري افضل منكم جميعا، فقد مات وهو يحاول الوصول الى مستوى الاسود، اما انتم فقد اشغلتكم ثقافة الحميرة عن .... ✍ رسالة من القلب الى صفوة مجتمعنا، ونخبة فكرنا ... كتاباتكم وفسبكتكم تؤثر على عقولنا، فارتقوا بها بدل ان تشغلوها بحماريات العالم. هناك سلوكيات تستحق الوقوف عندها، وقيم يجب ان تغرس، وقضايا كثيرة يجدر ان تنشأ لها المنظمات والمؤسسات للدفاع عنها .. بدلا من مؤسسات ومنظمات الحميره . حل سكون رهيب في مجتمع الحيوانات ، بعد مقتل الحمار المناضل على يد ذلك الاسد المتعجرف . وفي خطوة إيجابية قرر الجميع ان ينشأوا تحالفا قويا، للدفاع عن حقوقهم وثرواتهم. لكن من سيكون قائد ذلك التحالف، وكيف سيختارونه... تحدث الأول فقال.. انا ارشح السيد حمرور رغم انه صغير السن وقليل الخبرة وضعيف الثقافة لكنه ابن الحمار المناضل وصاحب الحق . اعترضت الضباع ... اما نحن فنرشح النمر حمر عين .. صحيح انه ظالم ومفتري، لكن بعده عيشه، حتى لما يفترس ، يبقي لنا جزء من فريسته نتناوب عليها. زاد اللغط، وكثرت الترشيحات، وفي النهاية، تم الاختيار.. فمن برأيكم احبتي فاز برئاسة التحالف .. ✍ للاسف احبتي ،،،، هكذا هي معاييرنا، وهكذا نختار قادتنا ومسؤولينا ... عصبيات مقيتة، ومصالح ضيقة، ونظرة لا تتجاوز حماريات الدنيا... والنتيجة كلنا نعاني من ادارة النطيحة، والمتردية ، وما أكل السبع....