ان قضية التصالح والتسامح مهمة وطنية وعظيمة ونبيلة أمرنا فيها ديننا الإسلامي الحنيف،وهي قضية القضايا الكبيرة في جنوبنا الجريح، وهي من مهام الدولة والمجتمع كله وليس هي مجرد قضية عادية تناقش في جمعية او نادي من قبل مكون او حزب ويرفعون ذلك الشعار التصالح والتسامح في المنصات الاحتفالية والتصريحات الفارقة في الصحف وفي وسائل التواصل وهكذا نظل نردد ذلك الشعار ظاهرياً، لانه خالي من الأهداف الحقيقة لذلك والبعيد كل البعد عن الواقع،فهذة القضية لاتهم شلة حزبية بعينها بل تهم الحكومة بدرجة أساسية وكذلك المجتمع في الجنوب، في مقالي هذا نؤكد اننا مع التصالح والتسامح الذي يبنى على قواعد صلبة واضحة الأهداف حتى يتم تنفيذه على الواقع قولا وعملا، وليس شعار للمزايدات لاننا نريد ان يدخل خير هذا الشعار الى كل بيت وأسرة عانت الظلم والإحزان والمآسي والإقصاء إثناء الحكم الشمولي في الجنوب منذ 1967م حتى عام 1990 م وحتى اليوم،لان هذه القضية ليست قضية متقاعد قصري او إقصاء من عمل ما، أو توقيف راتب او مصادرة قطعة ارض بل هي قضية إنسانية تتعلق بالحياة، بالرغم ان تلك القضايا قد شكلت لها لجان بقرارات راسية، فلماذ لم تصدر قرارات رئاسية لهذه القضية؟ والتي هي ام القضايا في الجنوب ومن ينكر ذلك فهو جاحد،ولهذا اننا نطالب الحكومة ورئيس الجمهورية بإصدار قرار بتشكيل لجان خاصة لهذه القضية علي مستوى المحافظات في الجنوب من الكوادر الشريفة والنزيهة ومن أصحاب الكفاءات العلمية والحقوقية والمتخصصة بمثل تلك القضايا المرتبطة بالإنسان وحقوقه المكفولة شرعاً وقانونا على ان يكون من صلب تلك اللجان الحصر الكامل والدقيق والصادق لكل ضحايا الصراعات والوجبات الدموية في الجنوب منذ 1967م حتى اليوم ويشمل ذلك الحصر الشهداء والجرحى والمفقودين ومجهولي المصير بمن فيهم المناضلون والشرفاء من ابناء الجنوب الذين دخلوا سجون امن الدولة الإجرامي ولم يخرجوا وكذا من شردوا من بلادهم الجنوب ولازالوا في المنفى ولم يعيدوا الى وطنهم الى من حوكموا بالإعدام وغيره من الإحكام الجائرة من قبل الجناح المنتصر في هذه الصراعات وعلى اللجان المعنية بقضية التصالح والتسامح وضع ميثاق شرف للجنوبيين يلزم تنفيذ ذلك الشعار على الواقع ويلزم الحكومة توفير الموازنة الكافية لتعويض اسر الضحايا وفي مقدمتهم من طردوا من بيوتهم وتعرضت للنهب والسرقة وكذا لمن لم يتحصل على اي دعم من الدولة والذين يعانون الفقر والجوع والمرض إضافة لمن أوقفت رواتبهم وطردوا من أعمالهم بطريقة تعسفية كما، أرجو من أبناء الجنوب العقلاء وأصحاب الضمائر الحية بمن فيهم المسؤولين في الدولة أظهار هذه القضية الإنسانية والأخلاقية والحقوقية لقرض تنفيذ شعار التصالح والتسامح على الواقع و يلمسها اليتيم والأرملة والمظلوم ومن خلال ذلك سنصل بحق وحقيقة الى اليوم الحقيقي للتصالح والتسامح يشمل الجميع من عام 1977م الى يومنا هذا،وعلى كل المخلصون للوطن عمل الخير لجميع اسر الضحايا،والله سميع مجيب.