مهما حاول أولئك الأصنام الورقية تلميع وتضخيم أنفسهم بإخفاء وجوههم الدميمة خلف الكلام المعسول الذي يتشدقون به بادعاء الوطنية والإخلاص للقضية الوطنية الجنوبية فضلا عن تصنعهم المبتذل للنزاهة وحب ابناء الشعب فهم لا محالة مكشوفون بأفعالهم من قبل الشعب نفسه بالرغم من انهم يعتقدون ان باستطاعتهم الاستمرار في ممارسة الكذب والدجل والضحك على العقول كما ظلوا يفعلون ذلك خلال السنوات القليلة الماضية وقد يتوقع البعض بان هولا الأصنام سوف يراجعون أنفسهم المريضة ويعلنون توبتهم النصوح للشعب الذي يزعمون بأنه فوضهم بما لم يكونوا في مستواه من مسؤوليات التفويض ويعترفوا له بعجزهم وفشلهم بعد ان امضوا وقتا من الزمن في الكذب والدجل عليه سيستمرون على نهجهم وديدنهم المخزي بعد ان أخذتهم العزة بالاثم.. لا بل يتمادون في غيهم وكذبهم ودجلهم ظنا منهم انهم بذلك إنما يحافظون على مكانتهم التي صنعتها لهم أجهزة المخابرات العالمية التي يعملون لحسابها بين من انخدع بهم وانطلت عليهم خدعة الوطنية الزائفة والنضال الواهم الذي يصفون أنفسهم به بادعاء الدفاع عن قضية الشعب الجنوبي والسعي لتحقيق الاستقلال واستعادة الدولة والحرص على مصالحه الوطنية العلياء والدنيا..إفرادا وجماعات. الأصنام الجديدة التي جرى تدجينها وتربيتها وتنميتها في جسد الشعب وعبر كل وسائل الدعم لكي تصل الى مراكز القيادة التي وصلت اليها اليوم بدلا عن النخب القديمة التي فقدت مشروعيتها او ترهلت قدراتها في السيطرة على الشعب او التي فقدت ثقة الشعب فيها او بحكم انها لم تعد قادرة على تطويع إرادة الجماهير لتحقيق مصالح القوي الدولية التي تقف خلفها وحساباتها الاستعمارية..وبعد ان جرى إقصاء الشرفاء والمخلصين وتهميشهم والتخلي عنهم والتآمر عليهم تمثل هذه الأصنام الورقية الشاذة مستوى احتقارها للشعب وعن درجة تعاليها عليه حينما تصف كل سلوك او خطاب ناقد لها من افراد هذا الشعب او متوجه اليها بانه جاهل او عميل او خائن او اصلاحي او عفاشي او دحباشي او حوثي او اخونجي وتلقي عليه سيل من التهم الجاهزة عبر جيش كبير من المرتزقة والإمعات والمطبلين الذين جندتهم لهذا الغرض وكلفتهم بهذه المهمة نيابة عنها . تكشف هذه الأصنام الشاذة عن نواياها الاستغلالية المبيتة وعن نظرتها الاستخفافية لهذا الشعب. فهي لا ترى فيه شيئا سوى استخدامه عند الحاجة والطلب وعند الدعوة للمليونيات المشبوهة..فهي تريد شعبا للركوب وسلما ومعبرا للوصول الى كراسي المجد....تريد شعبا وديعا جاهلا ساذجا يقدس البشر ويعيش عيش الحجر....تريد شعبا يكتفي بالتصفيق والتنميق ويؤجل أهدافه ومصالحه ويعيش بأحلام الانتظار والوعود الكاذبة...تريد شعبا لا يفقه في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في الحريات ولا في الحقوق ولا في ميادين النضال.... ولا في الوطنية.. هذا النوع من الشعب هو ما عملت على إنتاجه وإعادة إنتاجه هذه الأصنام منذ ان ارتدت عباءة النضال المزيفة ضحكا على الشعب وهي تمارسه الان بعد ان وصلت الي كراسي القيادة باسم القضية الجنوبية عن طريق الدجل والمخاتلة والتفريط في أهداف الشعب وتضحياته هذا هو النوع الذي ظلوا يستخدمونه لتحقيق برامجهم ومخططاتهم ومشاريعهم الأنانية الخاصة على حساب القضية الجنوبية ودماء شهداءها الإبرار وتضحياتهم الكبيرة...كم رأيناهم وهم يجوبون المدن ويتساءلون الناس ويستجدونهم ويغرقونهم بالوعود الزائفة والآمال الكاذبة وهم يدعونهم لإقامة المليونيات الجماهيرية التي تؤيد شعاراتهم الرنانة الفضفاضة الخاوية يطرقون الأبواب ويعانقون الصغار والكبار يتصنعون الابتسامة ويتظاهرون بالتواضع والمحبة والإنسانية. كم سمعناهم يخاطبون الناس ويدعون بانهم من عمق هذا الشعب ويحملون قضيته ويتألمون لألمه وهم في الحقيقة انما يمارسون انانيتهم الحقيرة عليه لتعبيد الطرق الموصلة الى غاياتهم ومقاصدهم الشخصية الضيقة التي توقفوا عندها دون ان يتقدموا خطوة واحدة للأمام. يحتقرون ابناء وطنهم ويسخرون من كل المناضلين الشرفاء يرفضون النزول من الأبراج العاجية التي تبعدهم عن الشعب. يؤلهون انفسهم وينتظرون ان يسجد الناس لهم.. نبتت في أعماقهم بذور التعالي وتجسدت في سلوكهم وخطابهم نزعة الاستكبار.. يريدون التميز في كل شيء في لباسهم ولغتهم وسياراتهم و مكاتبهم وماكلهم و مشربهم ..انهم باختصار نوع خاص من الناس لا ياكلون الطعام ولا يمشون في الأسواق ولا يقيمون في ارض الوطن ويناضلون من أبراج دبي لأن ذلك بالنسبة إليهم منقصة تذهب عنهم الهيبة و تحد من تميزهم وتدفع غيرهم إلى التجرؤ عليهم لذلك أصغرهم يمشي في موكب لا ترى آخره من السيارات الفخمة والمدرعات الضخمة يرافقهم جيش كبير من الجند الذين يحيطون بهم. من كل الجهات ..ومع ذلك يزعمون ويصرون في زعمهم هذا على انهم مناضلين وقادة وثوار وحاملي قضية ومفوضين من قبل الشعب رغم الطريقة المشبوهة واللا مشروعة التي اتبعوها في عملية التفويض تلك. ويا للمفارقات العجيبة التي يحيا بها هولا فهم يسافرون ويطوفون أقطار العالم لإنجاح مشاريعهم الصغيرة الخاصة. يخالطون الناس ويلاحظون سلوكياتهم في البلاد المتقدمة ولعلهم اطلعوا ان كان لديهم مايكفي من الوقت على بعض المسؤولين السياسيين في الدول المتقدمة رؤساء ووزراء الذين نقرأ في مختلف وسائط الإعلام بان منهم من يركب المواصلات العمومية وهو في مهمة رسمية ومنهم من يوصل أبناءه إلى المدرسة ومنهم من يمتلك مكتبا متواضعا ومنهم من تظل أبواب مكتبه وبيته مفتوحة امام الجميع ومنهم من لا يمتلك سائقا ولا سيارة حكومية خاصة يجوب الشوارع مشيا على الإقدام حاملا حقيبته بيده ومنهم من يسكن مسكنا بسيطا في إحياء متواضعة ومنهم من لا حراس شخصيين له مع العلم ان هؤلاء المسؤولين ينتمون لدول غنية وعظيمة هم أناس كسائر الناس اقتنعوا حقيقة بأن مسؤولية القيادة تكليف لا تشريف وبأنهم خدم للشعب وليس آلهة تعبد وتشارك الله في عظمته أناس قدموا مصلحة الشعب والوطن على مصالحهم الشخصية عملا لا قولا كما يزعم مناضلينا وسياسيينا في مقابلاتهم التلفزيونية وتصريحاتهم الإعلامية التي يستغلونها لممارسة الدجل والتدليس على جماهير الشعب . انهم اناس لا يسخرون حقوق الشعب لقضاء حاجاتهم الخاصة ولا لابتزاز الضعفاء واستثمار قضيتهم الوطنية وتضحياتهم الكبيرة التي قدموها في سبيل الاستقلال للامعان في تعذيبهم وإلحاق الأذى بهم وإطالة امد الانتظار تحت مبررات واهية..ولا للتمثيل وتأدية ادوار سياسية معينة عليهم لصالح قوى وأجندة تتآمر على قضية شعبهم وتحاول الالتفاف على إرادته عبرهم ومن خلالهم. من يسعي للاستقلال فعلا لا يهدأ له بال ولا يسكن له حال حتى يفعل ذلك او يتنازل ويسلم الراية ان عجز عن فعله ويترك المجال لمن هو اجدر منه به ولا يكلف الآخرين بمهمة الدفاع عن عجزه وتبريره له في محاولات بائسة منهم لاستثمار عجزه وضعفه فيما يحقق مصالحهم الأنانية الضيقة على حساب الشعب وتضحياته ولا يسخر أمواله لشراء الذمم الرخيصة والنفوس الكسيرة والأقلام الأجيرة والأبواق الناعقة سيئة الصيت والسيرة ليستخدمها ضد الشعب من خلال طقوس التجميل والتبجيل والتطبيل وشعائر التسبيح والتقديس والتحميد التي تقام لتلميع صورته القبيحة في المحافل الجماهيرية والوطنية ومنابر الكلمة وعلى كل شبكات التواصل الاجتماعي ومهرجانات المدح والنفاق كما يفعل مفوضينا ومناضلينا وقادتنا الاشاوس...انهم اناس لا يوظفون نفوذهم وعلاقاتهم وأموالهم المأخوذة من أموال الشعب او باسم قضيته لممارسة الضغوط عليهم لإرغامهم على القبول بما يختارونه لهم من الخيارات والمشاريع التي تخدم أجندة ومصالح وسياسات خارجية عنوة...انهم اناس ينفذون الوعود ويلتزمون بالمواعيد وبضوابط العمل وبالقوانين في حياتهم الخاصة والعامة. يضربون المثل العملي بأنفسهم في احترامهم لشعوبهم وفي قيامهم بالواجب تجاهها...أناس اذا ما سافروا في مهمة نزلوا في فنادق متواضعة لا ترف فيها و لا تبذير.. لا تغريهم المظاهر ولا تسيل لعابهم الامتيازات ..اناس تحركاتهم شفافة ومصاريفهم معلومة من طرف الجميع ينفقون في الباطن كما ينفقون في الظاهر لم يرى الناس في بساطتهم وتواضعهم تكلفا او إخلال بمسؤولياتهم تجاه كل فرد من افرد الشعب قريبا كان او غريبا .. هم اناس منسجمون في مظهرهم ومخبرهم مع ثقافتهم وأصولهم وبيئتهم وأقوالهم وأفعالهم..ومخلصون لدماء شهدائهم..وأوفياء لقضاياهم..وصريحون في التعاطي معها وصادقون في التخاطب مع شعوبهم.