لم يقل فتحي أبو النصر شيئاً حتى يتعرض لكل هذه الحملة الظالمة والتهديدات، هو وضح ويوضح للرأي العام خطورة عودة الوثنية باسم الإسلام وبأسلوب بديع ومن (مخلف صعيب) يعجز الآخرون عن تسلقه، يريد أن يوضح حقيقة بسيطة غابت عن البعض وهي أن (هبل) و(اللات) و(العزى ) كانوا رجالاً صالحين فحولتهم الخرافة إلى أصنام تعبد من دون الله، وجاء الإسلام ليهدم هذه الأصنام وينشر التوحيد والمساواة بين البشر، لا فرق بين أسود ولا أبيض ولا عربي ولا عجمي إلا بالتقوى، ليأتي أصحاب الأهواء محاولين تقسيم الناس إلى سادة وعبيد وفوارق طبقية باسم الاسلام، دين الحرية والمساواة، وليثبت أن هؤلاء ليس أكثر من عبيد يريدون عبادة أصنام تمشي على الأرض، والواجب الوطني كما الفريضة الدينية والكرامة الانسانية تستدعي هدمها، لأنها تمثل سرطاناً وعودة لعصر الأوثان، وهو كلام يردده شعبنا ويعرفه الجميع في القرن الواحد والعشرين، عصر المعلومة والتواصل الذي يفضح الخرافة ولا يفسح مجالاً لها، لتعيش أو تتنفس لتدمر مستقبل شعبنا.. فهل مثل هذا الكلام الذي يعد عملاً وطنياً يستحق عليه الزميل أبو النصر المفكر اليمني الكبير الذي حافظ على نقاء اليسار ووهج الثورة كل تهديدات وبذاءات الصغار الخاوية عقولهم، الذين يجتمعون اليوم في مكان واحد وحقد مشترك في ديوان السيد ومكتب الافندم الصغير وسفارة الإمام الغائب تجمعهم أوهام وأطماع الأسرية والسلالة والتآمر المشترك على ثورة الشعب، مستعينين ببعض خرائب الصحافة الذين فضحهم فتحي بفكره المستنير وعصاميته الرائعة ووسطيته الجميلة في عصر تدنت فيه قيمة بعض الصحف والصحفيين إلى أدنى مستوى وأسفل من الحضيض. والمضحك أنهم يعتبرون أنفسهم في الدرجة الأولى في الشطارة ويبدو أنهم فعلاً (شطار) في زمن النزاهة والنقاء الثوري، ولا أعتقد إلا أنهم بحقدهم على المناضل أبو النصر وأمثاله يمنحونه شهادة على شموخ كلمته ووطنيته العالية، كما أن معظم هؤلاء لا قناعة لهم ولا يتواجدون إلا في ميدان (البيسة) التي مسختهم الى أشباه أوادم .. هم يشعرون بذلك جيداً لكنها الحاجة والضعف والعادة السيئة التي تدور بعد (البيسة) والطبع غلب التطبع. [email protected]