ستعرف العملية الدنيئة بالطائرة المسيرة في العرض العسكري بالعند يوم الخميس 10 يناير الحالي.. بحادثة المنصة والتي راح ضحيتها ثلة من الابطال على رأسهم الشهيد طماح و اصيب فيها آخرون منهم اللواء الركن احمد عبدالله تركي محافظ لحج . وهو كان قد عرك شدائد القتال في العند نفسه كما في مواقع اخرى في حياته العسكرية. ففي الحرب العدوانية الاخيرة في العام 2015 م التي شنها تحالف عفاش - الحوثي على الجنوب كان تركي قائدا لمعركة تحرير العند بخطة اعدها باحكام القائد الشهيد جعفر محمد سعد ، وتولى التنفيذ اللواء الركن تركي ، حيث تم مبيت القوة المعدة لتحرير العند في ( دار القديمي) بالقرب من ( الرجاع ) وتحرك المقاتلون للاتفاف على العند من الجهة الشمالية عبر (عرصان) و (وادي ذر) ليباغتوا العدو من حيث لا يتوقع .وكان تركي القائد في مقدم قواته حيث تساقط الشهداء من حوله وهو يواصل تقدمه لتحرير القاعدة الجنوبية الاشهر في التاريخ العسكري المعاصر ، وعندما استعصت مجموعة من القناصين على ربوة داخل القاعدة لم يكن امام تركي وصحبه الا التسلق اليهم تحت وابل الرصاص و تصفيتهم . اننا لا نستتبعد في عصر التكنلوجيا مثل هذه الحوادث، وقد رأينا مثلها في استهداف رئيس فنزويلا امام حشد من جنوده ، وليس بعيدا عن اذهاننا حادثة المنصة في يوم 6 اكتوبر، 1981 م واودت بحياة الرئيس المصري محمد انور السادات ، فمثل هذه الحوادث لا تعبر عن عبقرية منفذيها بقدر ما تعبر عن حالة الاحباط التي تساورهم فيلجأون للمؤامرات والتفجيرات واستهداف القادة لزعزعة الامن هنا او هناك ، مستفيدة - هذه القوى - من ثغرات او تراخ او اختراقات ،تماما كما تفعل الخفافيش تحت جنح الظلام . ولذلك فان التحلي بالحس الامني واليقظة امر لابد منه في ظروف حرب لم تضع اوزارها بعد ، واستيعاب الدروس من هكذا حوادث لاجهاض مرامي العدو قبل حدوثها . واذكاء الحس الجمعي للمواطنين ليغدو شركاء في حفظ الامن في مناطقهم . ومن نافلة القول ان قادة عسكريين كانت لهم اليد الطولى في معارك التحرير الاخيرة تبؤاوا بجدارة ناصية الادارة في المحافظات المحررة مثل لحج و ابين و حضرموت ، واستطاعوا بشهادة كثيرين ان ينتقلوا بالاوضاع فيها من حالة الفوضى و الارهاب والدمار الى تطبيع الاوضاع لتشق طريقا وعرا نحو التنمية و التعافي رغم ان خزان المؤامرات لم ينفذ بعد. ولقد سمعت وصفا ظريفا ورائعا للاخ تركي من احد المستثمرين بقوله ( لقد كنت قبل عام تركي العسكري اما اليوم فانت تركي الاقتصادي و العسكري) وذلك في الاجتماع الاخير للمستثمرين و رجال الاعمال بالمحافظة . ومثل ذلك يقال على محافظ ابين من خلال تتبعنا لانشطة الرجل وجهوده الحثيثة في اعادة الحياة الى طبيعتها في ابين الحبيبة ، دون ان نغفل فريق العمل الذي يعمل مع المحافظين و بشكل متناغم لتكتمل صورة العمل البناء هنا و هناك رغم الصعاب. ندعو الله ان يتقبل الشهداء في حادثة المنصة في العند في فردوسه الاعلى. وان يمن بالشفاء العاجل للجرحى. د.، هشام محسن السقاف