جسدت الام اليافعية هذه المرأة الفقيرة التي ربما تكون حافية القدمين، بعد ان قتل إحدى السعوديين ولدها قبل خمس سنوات، مدرسة للعزة والأنفة والشرف يفترض على من فقدوا هذه الصفات وهم كثر هذه الأيام، أن يتعلموا ويناهلوا من هذه المدرسة والتي دواء صوتها من على جبال يافع الشامخة، وسمع صداها في القضاء السعودي العادل، حيث ان القاتل ليس سعودي عادي فحسب بل ينتمي الى احد اكبر القبائل مكانتا في السعودية، وعندما كانت المهلة للمصالحة وهي مستحبة في الإسلام، فقد تقدمت كثير من القبائل اليمنية والقبائل السعودية وشخصيات اجتماعية مرموقة من البلدين ومن قبيلتي الطرفين، منها من هو مصلح لوجه الله ومنها منافقون ومتاجرون في هذه القضية. فعرض على تلك المرأة مالا يصدقه ضعاف النفوس ولا يستوعبه عديمي العزة والشرف من اموال هائلة بعشرات الملايين السعودية وسيارات وعقارات، إلا ان هذا الهيلمان قد تحطم بابتسامة صفراء من ام ثكلا ابت أن تأكل لقمة دسمة وحياة رغدة على حساب دم ولدها. هنا انتهت القضية ولكن لم تنتهي دروس هذه المدرسة التي ما أحوج الناس لها هذه الأيام، حيث تدهورت صفات العزة والشرف والقناعة في مفاصل المجتمع من رأسه إلى أساسه، قد يستلهم من هذه الامرأة الكثير لمراجعة النفوس الدنيئة التي تنخرط في قتل النفوس البريئة مقابل بعض من الدريهمات. وقد تكون عزة نفس هذه الفقيرة اليافعية مراجعة ذاتية عند المتسابقين على الاموال الحرام او المنتظرين في اوكارهم المظلمة للاستحواذ على حقوق الآخرين، ليضاف الى مظلمهم ظلم، وقد يرتوي من عزتها رجال ونساء يطلقون العنان لأولادهم للانخراط في حروب عبثيه مقابل أموال زهيدة تحولهم إلى عبيد وأدوات لتنفيذ أنجدة مصالح للأخرين لن ينالوا منها إلا العار والخسة. وقد يكون شموخ هذه الامرأة مطرقة على رؤوس بائعي الأوطان والإنسان بأبخس الاثمان، عسى ولعلى أن يجعلوا منها ملهم لتراجع عن تجارتهم في بيع الأوطان، ونتمنى صحوة الضمير من المرتشين الأمنيين في غض الابصار عن مهربي وبائعي المخدرات قاتلة الشباب والمجتمع أن يستلهموا وتصحو ضمائرهم. ومن هذه المدرسة قد يغتسل ويتطهر من أحب الطهارة ومن مدرستها يسمو أهل الشرف شرفا وأهل العزة عزا، ولكن في مقابل هذه العملة النادرة لا يسعنا هنا إلا وقفة إجلال أمام القضاء السعودي المنفذ لشرع الله بقوة قضائه دون محاباة، وما احوج اليمن لإصلاح القضاء والقضاة فما تسقط الأوطان إلا باختلال ميزان العدل.