كانت القبيلة اليمنية ومازالت وستظل الصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل المؤامرات ،وذلك من خلال وقوفها مدافعة عن الأرض والعرض والشرف ضد قوى العدوان،منذ أول يوم شن فيه عدوانه على اليمن ،وهي كذلك على مر العصور.. فالقبيلة اليمنية بعاداتها وأسلافها وأعرافها القبيلة التي تحرم ان تطأ قدم الأجنبي أرض اليمن، فكانت القبيلة دائما ًتقف إلى صف الأرض تدافع عنها وعن عرض وشرف أبناء الشعب اليمني العظيم ،فالقبيلة ليست تلك التي كان يصورها لنا إعلام العدوان وأنها التخلف والجهل ،وأنها الثأر والقتل ، والتقطع والنهب،والاختطاف للضيف والأجنبي الزائر ،وأنها عبارة عن سلعة للبيع بحفنة من المال، يمكن ان تتنازل عن أرضها وشرفها وتبيع عرض أبنائها ،بل إن القبيلة اليمنية هي العزة والنخوة والحمية والدفاع عن الأرض والعرض والشرف، وهي المخزون الاستراتيجي للدولة من حيث الرجال والسلاح، وهي الاحتياط العام وهي السند للدوله وقت المصائب والمحن، وهو ماتجلى للعيان منذ بداية العدوان عندما هب أبناء القبائل معلنين النفير العام ومنكفين بين أبناء القبيلة للدفاع عن حياض الوطن ضد تحالف العدوان السعودي الأمريكي الظالم ،الذي استباح الأرض والعرض والشرف، الذي قتل المدنيين الأبرياء ،قتل الشيخ العاجز والطفل الرضيع، والمرأة في بيتها ،ضرب الأسواق وصالات الأعراس والعزاء، فكانت كل مجزرة يرتكبها العدوان تجعل من القبيلة شعلة من الغيرة والعزيمة والأصرار، أن تنهض وتقف وقفة رجل واحد تدافع عن أرضها وعرضها، وأن تنتقم من تحالف قوى العدوان. فالقبيلة اليمنية ليست الأشخاص الموجودين في فنادق الرياض ومنتجعات إسطنبول، وشاليهات القاهرة، ومراقص دبي، القبيلة اليمنية ليست للمساومة والتنازل عن قيمها وشرفها مقابل أموال تدفع لها، القبيلة اليمنية ليست من كان يستلم من اللجنة الخاصة السعودية ،فالقبيلة اليمنية لن تتنازل عن ثوابتها وقيمها وعاداتها وشرفها، القبيلة هي من رمت بفلذات أكبادها للدفاع عن الوطن ضد تحالف العدوان، القبيلة اليمنية هي من قدمت آلاف الشهداء في جميع الجبهات، القبيلة اليمنية هي من سيرت القوافل الغذائية للمجاهدين في جبهات العزة والكرامة ،القبيلة اليمنية ليست ملك شخص أو حزب أو جماعة أو تنظيم سياسي، القبيلة هي ملك الشعب وجدت لتدافع عن الوطن الأرض والإنسان، القبيلة هي القيم والأخلاق والعادات والأعراف والأسلاف، القبيلة هي الدكتور والأستاذ والمهندس والضابط والجندي ،هي القاضي والمحامي، القبيلة هي الوزير والمدير والرئيس وعضو البرلمان ،القبيلة هي المجتمع بأكمله ،فكيف بالمجتمع أن يفرط في نفسه ويرتهن للخارج ويصبح عميلاً وأجيراً وخادماً عند المحتل ،وهذا ليس موجوداً في قواميس القبيلة اليمنية . فالقبيلة اليمنية طيلة العدوان الذي تجاوز 1000يوم كانت عاملاً مهماً من عوامل الصمود والاستبسال،وتماسك الجبهة الداخلية ،وإفشال مخططات تحالف العدوان، وهي من كان يراهن عليها،فكانت الصخرة التي تحطمت عليها أحلام ومخططات العدو. وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.