دوما وابدا تعيش هذه المدينة عاصم الجنوب العربي الحر ظروف خاصة تفرض عليها من قمة قيادة القرار وحتى أدناه بعناصر حزبية فاشلة أو بلطجية داشرين وغير مؤهلة ولا قادرة على تحمل المسئولية فيها بصدق وأمانة وإخلاص وكان الاختيار عن المسئولين يتم وفق معايير ومواصفات محددة تقررها منظمات صهيونية عالمية وأنظمة عربية حاقدة انتقاما من تاريخ هذه المدينة الطيبة التى كانت تحتضن بين جناحيها كل الديانات السماوية وكانت تتعامل مع الكل من واقع التعايش والسلمي والتلاحم الأخوي والتقارب الديني وكانت موقع تجاري هام ومجمع ثقافي تنويري لجميع الأفكار والآراء والأهداف سلطة ومواطن والقادمين إليها من كل بقاع المعمورة شرقا وغربا وجنوبا وشمالا والكل كانوا يتعاطوا مع هذه المدينة الحضرية المتقدمة ثقافيا وأدبياً وعلمياً بكل احترام وتقدير لموروثها التاريخي البسام والناصع العظيم لقد رسمت نظاما قضائيا صارم وشرعت قانونا من واقع الشريعة الاسلامية واستعانت بالقوانين الوضعية المساعدة لتسهيل أمور البشر وقد حظيت بقيادات مدركة لتحمل المسئولية قديما وحتى مع حكم الاستعمار البريطاني ولاية بعد أخرى ثم تعاقبت السلطات خاصة بعد سقوط الاستعمار البريطاني الذي سحب معه كل ما تبقى من حكام المحميات على مستوى الجنوب كله وكانت عدن ولحج إحدى هذه المنظومة في اتحاد الجنوب العربي. ومع تغيير الأوضاع ومسيرة الأحداث والمستجدات في العالم والمنطقة برزت بعض القوى الكبرى تتصارع على خيرات ومصالح الجنوب ما أدى إلى تشتيت البنية التحتية لواقع مدينة عدن الشامخة وفككت النسيج الاجتماعي واطرت أطراف متعددة الوجوه والاتجاهات من أجل تخدم مصالحها وتحافظ على تواجدها في المنطقة ومكنتها من اختراق الثورة ومنحتها الدعم السخي والحماية الشاملة ووضعتهم في المكتب السياسي واللجنة المركزية ورقمتهم ومنحتهم الجوازات الدبلوماسية وهيئت لهم المناخات وقمصت ادوار كل بحسب ثقافته وميوله المتواضع ومن خلالهم كسرت قواعد ثورة اكتوبر المجيدة وقضت على أهم القيادات السياسية والعسكرية وحطمت الأهداف السامية وبرغم أنها فشلت لكنها نجحت في نهاية ولكل نهاية سعيدة حتى اوصلت الجنوب الى صنعاء بمن تبقوا من عناصرها المسماة بخلية al c5 وللاسف تخلت بريطانيا عن الكل وضاع الجنوب وكل واحد من أبنائه دفع الثمن بموجب حديث المندوب السامي همفري تريفليان الذي قال ساجعل كل بيت في الجنوب يئن وها نحن نئن وندفع الثمن حتى اللحظة وعدن تلدغ كل يوم مليون لدغة من حنشان الفساد وعتاولة الفساد ولن يأتي النصر إلا بإعادة الصياغة من جديد نسأل الله التوفيق لكل الأحرار من أبناء الجنوب المرابطون والله من خلف القصد.