مصادر مصرفية تحذر من كارثة وشيكة في مناطق سيطرة الحوثيين    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    لماذا إعلان عدن "تاريخي" !؟    ترتيبات الداخل وإشارات الخارج ترعب الحوثي.. حرب أم تكهنات؟    مأرب قلب الشرعية النابض    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    "اليمن ستكون مسرحاً لحرب استنزاف قبل تلك الحرب الكبرى"..خبير استراتيجي يكشف السيناريوهات القادمة    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    "أموال عالقة، وصراع محتدم: هل يُعطل الحوثيون شريان اليمن الاقتصادي؟"    الكشف بالصور عن تحركات عسكرية خطيرة للحوثيين على الحدود مع السعودية    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الإرياني: استهداف ممنهج وغير مسبوق للصحافة من قبل مليشيا الحوثي    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    شعب حضرموت يتوج بطلاً وتضامن حضرموت للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    خادمة صاحب الزمان.. زفاف يثير عاصفة من الجدل (الحوثيون يُحيون عنصرية أجدادهم)    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أرشيف الخارجية البريطانية مازال يفصح عن الملاحم البطولية لشعبنا وضرباته المؤلمة ضد الانجليز
المناضل محمد إبراهيم «وصفي» :

كان رقمي في المعتقل (325) وتم إطلاق سراحي قبل خروج بريطانيا من عدن بشهرين
أثناء اشتداد المقاومة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني قامت الجبهة القومية بعملية اغتيالات وتصفية جسدية لعناصر جبهة التحرير
تدربت على السلاح في معسكر الثلايا بتعز وتوليت تدريب العديد من الفدائيين محمد إبراهيم أحمد عبدالله «وصفي» أحد مقاتلي التنظيم الشعبي للقوى الثورية العربية، من أبرز قادة التنظيم الشعبي.
قائد فرقة الوليد الفدائية المقاتلة في محافظة عدن، وفرقة الوليد هي إحدى فرق التنظيم الشعبي.
تعرض للاعتقال أثناء الاحتلال البريطاني في معتقل رأس مربط ومعتقل الفتح وسجن المنصورة ، وكان يعرف بالرقم (325) في المعتقل لأن كل معتقل له رقم ويدعى بهذا الرقم الذي يحمله.. كان خروجه من المعتقل قبل الاستقلال بشهرين ضمن آخر دفعة من المعتقلين الخمسين الذين أبقتهم بريطانيا كرهائن وهم كانوا يمثلون مختلف الجبهات التنظيم الشعبي، جبهة التحرير ، والجبهة القومية وكان ضمن من أطلق سراحهم في الوطن بناء على رغبته أما بقية زملائه فقد رحلوا إلى القاهرة وطلبوا حق اللجوء السياسي هناك.
بداية تشكيل الوعي الوطني
كيف كانت البداية ؟
كانت بداية تشكيل الوعي الوطني لدينا منذ بداية الستينات حين صحونا على صوت الزعيم الهادر خالد الذكر جمال عبدالناصر وهو يعلن لكل أبناء الأمة العربية الأحرار أن عهد الاستعمار قد ولى.
وفي أتون نضوج وتوهج الفكر الثوري التحرري وتوغله في مساحات شاسعة في وجدان وعقول أبناء شعبنا اليمني التواقين للخلاص من نير الاستعمار البريطاني الجاثم على تراب جزء غالٍ من الوطن وصدور أبنائه وتفاعلاً مع الوثبة الشعبية التحررية المتقدة من وهج ثورة 26 سبتمبر 1962م المجيدة وتلبية لنداء الواجب الوطني المقدس كغيري من أبناء هذه الأرض اليمانية المعطاءة كان انخراطي المحكوم بحتمية دفع ضريبة المشاركة في تحرير الوطن من جبروت الاستعمار البريطاني وكانت البداية في الجبهة القومية ومررنا بأشكال نضالية مختلفة حتى وصلنا إلى الوضع النهائي الطبيعي في إطار التنظيم الشعبي للقوى الثورية العربية مطلع 1966م.
المشاركة في تدريب الفدائيين
تلقيت دورة تدريبية على السلاح في معسكر أحمد الثلايا بصالة في تعز على يد الإخوة المصريين وشاركت في تدريب العديد من الفدائيين في الداخل ، وكذا القيام بعدد من العمليات الناجحة ضد القوات البريطانية والتي أتمنى ممن شاركوني فيها وهم على قيد الحياة أطال الله في أعمارهم أن يتحدثوا عنها لأني أجد من الصعوبة بمكان أن يتحدث الشخص عن نفسه وعن مآثره البطولية الفدائية ولكن دع الفرصة للآخرين من الإخوة لكي يتحدثوا للتاريخ عن تلك المآثر البطولية.
وفي 6 يونيو 1967م ثاني يوم من الحرب الإسرائيلية الغادرة على الأمة العربية في 5 يونيو 1967م تم اعتقالي من قبل القوات البريطانية في سجن مريط ومن ثم في سجن المنصورة حيث كان رقمي (325) في المعتقل.
عندما قررت بريطانيا الرحيل أطلق سراحي
ولم يتم إطلاق سراحي إلاّ مع آخر دفعة في سبتمبر 1967م قبل خروج بريطانيا من عدن بشهرين على أساس أن بريطانيا قد قررت الرحيل من عدن وسوف تقوم بترحيل المعتقلين من جبهة التحرير والتنظيم الشعبي إلى الخارج ومن يريد البقاء في اليمن فعليه أن يتحمل ما سيجرى له وهذا ما حصل معي لأني فضلت البقاء وعدم اللجوء إلى الخارج ، وهذا دليل من الدلائل الكثيرة التي تدمغ بها الجبهة القومية بالتواطؤ والعمالة مع المستعمر لأن هذه العملية تمت والنية قد توفرت مسبقاً لدى البريطانيين بتسليم السلطة للجبهة القومية في هذه الفترة التي سبقت فترة الاستقلال، قامت الجبهة القومية باعتقال المناضلين أثناء وجود المستعمر وبمعاونتهم وهذه حقيقة يعرفها كل من عاش تلك الفترة.
واقع مرير
كيف تصور لنا واقع الحال في ظل الاستعمار البريطاني ؟
لا أعتقد أن هناك ما يمكن أن يصور ذلك الواقع المرير الذي مارسه الاستعمار ، واقع عانى فيه الشعب الكثير من ويلات الاستعمار من ظلم وجور وسلب للحريات والحقوق وعاش أكثر المواطنين في عدن في حالات من الفقر والجهل يغادرون قلب المدينة عدن ليسكنوا الكهوف والأكواخ الحقيرة ف في القاهرة ودار سعد والشيخ اسحاق وفي شعب العيدروس ، غرف تفتقر إلى الوسائل الصحية وإلى النور والماء.
بينما كان الوافدون إلى عدن من أبناء الجاليات غير العرب ينعمون بالمال ويحتلون المنازل الفخمة ويدفعون الايجارات الباهظة.
حرمان أبناء الوطن من أبسط حقوقه
هكذا كانت عدن مستعمرة بريطانية تحت التاج البريطاني يحكمها ويسيطر عليها غير أبنائها .. وكان الشعب يحكم من لندن والمندوب السامي تعينه ملكة بريطانيا وهو الحاكم العام والقائد العسكري ورئيس الحكومة يدير شؤون البلاد ويشرع القوانين من صنع بريطانيا ولايملك المواطن أي سلطة أو نفوذ ، كما كانت فرص التوظيف للمراكز العليا في أجهزة الدولة ودوائرها مغلقة في وجوه أبناء البلد.
أما الريف فكان يتولى شؤونه حكام ومشائخ وسلاطين من أبنائه ربطته بريطانيا بمعاهدات كبلته فيها وأخضعت حكامه وشعبه من الناحية العملية لسيطرتها وفرضت عليه نفوذها وكانت تدعو حكامه بالاصدقاء التقليديين وهي تزيح الحاكم الذي لا يستجيب لأوامرها ومطامعها وتستبدله بآخر يخضع لسيطرتها ونفوذها كما صنعت في لحج وأبين دون أي حق قانوني يمنحها ممارسة تلك التدخلات والإجراءات ، ولكن طبيعة استبداد وتسلط الدول القوية على الشعوب المغلوبة وبهذا الأسلوب المتعجرف من جانب الإدارة البريطانية في عدن جرى إبعاد العديد من حكام وسلاطين الجنوب نذكر منهم السلطان فضل عبدالكريم والسلطان علي عبدالكريم وأحمد عبدالله الفضلي والشيخ محمد بن أبو بكر بن فريد والشيخ محمد بن عيدروس وغيرهم.
هذا غيض من فيض كما يقال في المثل عن واقع الحال في ظل الاستعمار البريطاني.
بريطانيا تفقد هيبتها
هل بدأت بريطانيا كدولة استعمارية عظمى تفقد نفوذها بعد قيام الثورة في 14 اكتوبر 1963م ؟
بدأت بريطانيا تفقد نفوذها وهيبتها كدولة عظمى لاتغيب عنها الشمس عن مستعمراتها ، ليس بما يجري في اليمن بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م وثورة 14 اكتوبر 1963م وإنما قبل ذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية 1944م.
وعلى الرغم من خروج بريطانيا من هذه الحرب منتصرة عسكرياً إلاّ أنها فقدت هيبتها نتيجة ما أصاب مصانعها من دمار وخراب أثر على اقتصادها وأضعف تجارتها وهو سر قوتها وجعلها عاجزة تماماً عن الدفاع عن مستعمراتها حيث بدأت بريطانيا تعاني كثيراً من احتضار سيطرتها ونفوذها في قناة السويس فمصر كانت تطالبها بجلاء جيوشها عن أراضيها بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952م والانسحاب من السودان ، وكان موقف بريطانيا حرجاً أيضاً بعد فشل مشروعها لإنشاء حلف بغداد الذي ركزت جهودها للدعاية له كما فقدت سلطتها في الشرق الأقصى وعلى الأخص في جنوب آسيا عقب استقلال الهند وقيام دولة الباكستان وتطورت الأوضاع العامة في باقي دول الكومنولث بعد يقظة الوعي التحرري بين الشعوب في آسيا وأفريقيا وخسرت بريطانيا قواعدها في كينيا بعد حرب التحرير الذي تزعمه جوموكينياتا وفشلت الحملة البريطانية الفرنسية الإسرائيلية ضد مصر بعد تأميم قناة السويس واستمر تسليح مصر عبدالناصر من الكتلة الشرقية واعتراف مصر بالصين الشعبية واتجهت نحو إنشاء كتلة عدم الانجياز تنفيذاً لمقررات مؤتمر باندونج ومؤتمر بريوني الذي شارك فيها الرئيس جمال عبدالناصر والمارشال تيتو وجواهرلال نهرو في يونيو 1956م.
شعور الانجليز بالخطورة
وشعرت بريطانيا بخطورة التطور الذي كان يجري بالقرب من قواعدها وتلمست الحصول على قواعد ولكي تضمن السيطرة على البحر الأحمر بما يعوضها من تقلص سيطرتها على شماله بعد أن تحررت قاعدة قناة السويس من السيطرة الاستعمارية البريطانية ليبقى لها مركز ثقل سياسي واستراتيجي بأطراف الجزيرة العربية الجنوبية الغربية والخليج يعوض ما أصاب سياستها من تصدع ووهن معتقدة بأن السيطرة على مدخل البحر الأحمر من الجنوب يمكنها من بقاء سيطرتها على قناة السويس بطريق غير مباشر وبعد أن فقدت كبرياءها عقب فشل العدوان الثلاثي على مصر في اكتوبر عام 1956م واجبارها على الانسحاب الذي أدى إلى طرد وزير خارجية بريطانيا المدعو إيدن من كرسي الحكم ، كل تلك الأحداث أدت إلى أن تفقد بريطانيا هيبتها ونفوذها.
التنظيم الشعبي
هل لكم أن تحدثونا عن بدايات نشوء وظروف تأسيس التنظيم الشعبي للقوى الثورية العربية والهدف ، وأبرز قياداته ، وكذا الدور الذي لعبه هذا التنظيم في تلك الفترة ؟
التنظيم الشعبي للقوى الثورية العربية تنظيم سياسي وعسكري في آن واحد ، وتنظيم يضم في صفوفه كل الشرفاء والمؤمنين بالثورة وكل القوى الثورية المؤمنة بالحرية والاشتراكية والوحدة.
حيث كان في هذا التنظيم شباب من مختلف المدارس الفكرية ناصرية ، بعثية ، إسلامية ، يسارية ، ولكن الطابع العام والتوجه الفعلي للتنظيم كان للتيار الناصري وكان من أبرز مؤسسيه القائد التاريخي الكبير الشهيد / عبدالله محمد المجعلي إلى جانب كوكبة من القادة العظام الذين لم ينصفهم أحد حتى اليوم نظراً للمحاولات التعسفية حتى اليوم في الغاء دور الآخرين .. ولازال بعض من هؤلاء الأبطال على قيد الحياة، والبعض الآخر منهم من استشهد أثناء فترة الكفاح المسلح، والبعض من تمت تصفيتهم واعدامهم بعد الاستقلال.
قادة التنظيم
أما قادة هذا التنظيم فكان هناك قادة كبار بحجم عبده نعمان عطا ، ومحمد قائد الأغبري ، وخالد أحمد سعيد المفلحي وهادي محمد عامر ، وعبدالرحمن الصريمي ، وفيصل عبدالله محمد ، وعلي محمد سعيد البيحاني (الفضيلة) وصالح الحارثي ومحمد ناصر عبدالقادر (مختار) وهاشم عمر اسماعيل وعبدالرزاق عبدالله، ومحمد علي العبسي (أبو جلال) ويوسف علوي وفضل ناصر امذيب وفضل حسن ، ومحمد علي الصماتي (الطلي) وعبدالقوي ناجي (العربي) وعبدالله محفوظ وسيف العزيبي وعزب محمد فضل وعمر درويش وصالح محمد حسين (عبدالعزيز) ومشهور عوض مشهور وعبدالهادي باعوضة وعلي بن علي هادي ومحمد عبدالله الصغير وزين يحيى مبارك وعلي عبدالله الكسادي وأحمد العبد سعد ، وصالح علي العريفي ، وصالح ناصر الهمامي ، وأحمد ناصر ، وعلي حسين المنصوري ، وغيثان جمعان سالم ، وجميل صهيبي ، وياسين سعيد جندي وغيرهم كثيرون هؤلاء ، غيض من فيض ولا تسعفني الذاكرة أن أتذكر كل القادة الأوفياء والمؤسسين لهذا التنظيم ، فليعذرني من نسيته منهم هنا ، وإن نسيته فاسمه مسجل في سجل التاريخ الذي لا ينسى.
دور بارز في قيادة الكفاح المسلح
كما أن التنظيم الشعبي للقوى الثورية العربية كان له دور بارز في قيادة الكفاح المسلح ضد الوجود البريطاني وأعوانه حيث كان هذا التنظيم هو الذراع العسكري لجبهة التحرير وكانت له فرق فدائية ميدانية مشهورة ومعروفة ولا يستطيع أحد أن ينكر دورها النضالي البطولي العظيم ، بل لقد شهد لهم الأعداء قبل الأصدقاء ولا يستطيع أحد أن ينكر دور وبطولات مناضلي التنظيم الأبطال الأشاوس في فرقة النصر ، وفرقة صلاح الدين ، وفرقة الوليد ، وفرقة المجد ، وفرقة الفتح ، وفرقة النجدة وفرقة سند والرسول ، وفرقة المجعلي وفرقة الوحدة وغيرها.
وما زال ارشيف الخارجية البريطانية يفصح عن تلك الملاحم والبطولات والأدوار وتلك الضربات المؤلمة التي وجهها مناضلو التنظيم الشعبي ضد القوات البريطانية وعملائها باذلين التضحيات ومضحين بكل شيء من أجل الهدف العظيم الذي رسموه وهو تحرير الوطن من ربقة الاستعمار البغيض.
هل لك أن تحدثنا عن مجريات الحرب الأهلية وسقوط مدينة عدن بيد الجبهة القومية ؟
حكاية الحرب الأهلية حكاية طويلة أوجزها وأقول إنه في شهر سبتمبر عام 1967م عقد لقاء موسع برئاسة المندوب السامي البريطاني وحضور رجال من الجبهة القومية وبعض ضباط الجيش والأمن العام وضباط المخابرات البريطانية لدراسة السبل المؤدية إلى التغلب على العناصر العسكرية والفدائية من جبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية المتمركزة بقوة في مناطق دار سعد والشيخ عثمان والقاهرة والمنصورة.
وفي الأسبوع الأخير من شهر اكتوبر كانت السلطات البريطانية قد انهت مهمتها وسلمت الجبهة القومية كل الأرض في الجنوب ولم يبق غير ولاية عدن حيث التركيز العظيم لرجال جبهة التحرير والتنظيم الشعبي.
مفاوضات شكلية
وكانت المفاوضات الشكلية بين جبهة التحرير والجبهة القومية في القاهرة قد انتهت بناء على تعليمات قد أرسلت من دار المندوب السامي البريطاني.
وجمع المندوب السامي الضباط العرب وأخبرهم بأن الحكومة البريطانية قررت الاعتراف بالجبهة القومية باعتبار أنها أثبتت سيطرة فعلية على كل ولايات الجنوب اليمني والمطلوب من الجيش أن يعترف رسمياً بالجبهة القومية وأن يتولى تصفية مدينة عدن من الأحزاب الأخرى ، كما طلب منهم الاستعداد لاحتمال القيام بعملية عسكرية في مدينة الشيخ عثمان ضد جبهة التحرير والتنظيم الشعبي والوطنيين المعارضين للجبهة القومية.
صورة عنيفة للقتال
في 3 نوفمبر 1967م نشب القتال على أعنف صوره في كل من الشيخ عثمان والقاهرة والمنصورة وشيخ الدويل ودار سعد واستطاعت جبهة التحرير والتنظيم الشعبي الحاق الهزيمة بالجبهة القومية بعد أن سقط من الطرفين ما يزيد عن الف شهيد وأكثر من ثلاثة آلاف جريح وضجت ولاية عدن كلها لهذه الخسائر البشرية والأضرار التي لحقت بالممتلكات وخرجت النساء والأطفال يتظاهرون ويطالبون بوقف المذابح ،وترك القتلى والجرحى في الشوارع تنهشها الكلاب بعد أن تعذر على سيارات الإسعاف نقلهم تحت وابل النيران الكثيفة التي يتبادلها الطرفان من النوافذ واسطح المنازل.
وفي اليوم التالي كانت الجبهة القومية قد هزمت تماماً وحوصر من تبقى من رجالها وأوشكت خطة المندوب السامي البريطاني ان تحبط وأن خروج الجبهة القومية من عدن معناه ضياع الجهود التي بذلتها بريطانيا وكذا الأموال التي صرفت لهم في سبيل تمكينهم من إثبات سيطرتهم على كل الجنوب اليمني ، وبذلك أمر المندوب السامي البريطاني قائد الأمن بتجهيز كل القوة العاملة تحت أمرته وارسالها إلى الشيخ عثمان ..
تجدد القتال
وبدخول الدبابات البريطانية مع رجال الأمن وجيش الاتحاد الفدرالي المزيف متنكرين بالزي المدني تجدد القتال صباح وليلة 4 نوفمبر 1967م وفي ليلة 5 نوفمبر 1967م أعلن جيش الجنوب العربي اعترافه بالجبهة القومية وزحفت ثلاث كتائب من الجيش تساندها دبابات صلاح الدين على الشيخ عثمان والمنصورة وبدأت قصفها بمدافع الدبابات ومدافع الميدان مما أدى إلى دمار العديد من المنازل على رؤوس ساكنيها وحتى مسجد النور لم يسلم من القصف وبقيت آثار الحرب قائمة على جدرانه.
في 7 نوفمبر 1967م فرضت الجبهة القومية سيطرتها بمساعدة البريطانيين على أساس الأمر الواقع ونصف سكان عدن معتقلون في سجون عدن ،، ولحج وأبين وقد انكشفت انحرافات وعمالة العناصر القيادية في الجبهة القومية بتعاونها مع المخابرات البريطانية وكان قد وصل عدد المعتقلين أكثر من سبعة آلاف معتقل وكان راديو عدن يذيع بين الحين والآخر أنه سيصار إلى فرز المعتقلين وسيطلق سراح الأبرياء.
كما أن العديد من المواطنين غادروا أرض الجنوب ومن استطاع النجاة فقد تعرضوا للقصف الجوي من قبل الطيارين البريطانيين بطائرات الهوكر هنتر اثناء هروبهم على امتداد حدود الصبيحة وكرش.
مطاردة واعتقال لأعضاء جبهة التحرير
كما كانت منطقة خور مكسر وعدن والمعلا والتواهي لازالت في يد القوات البريطانية لكن هذه القوات أباحت للجبهة القومية أن تقوم بمطاردة واعتقال مناضلي جبهة التحرير والتنظيم الشعبي .
كما لعب كبار ضباط الجيش والأمن في دولة اتحاد إمارات الجنوب العربي الدور المرسوم لهم بتفانٍ تام ونقضهم للعهود والمواثيق التي أقسموا عليها أمام فضيلة الشيخ محمد بن سالم البيحاني رحمه الله بأن يقف الجيش الاتحادي على الحياد ويساهم في أن يختار الشعب في الجنوب حكامه ونوع الحكم الذي يريده في استفتاء شعبي يقرر فيه مصيره ولكنهم لعبوا الدور المرسوم لهم وليتهم لم يتقنوا فهم الدور لحالوا دون الكارثة التي حصلت ولكنها إرادة الله.
الاستقلال الوطني
ماذا بالنسبة ليوم الاستقلال ؟
مع اشتداد المقاومة الوطنية في جميع أنحاء الجنوب اليمني وبالذات ولاية عدن ضد جيش الاحتلال البريطاني والانتصارات التي تحققت بالسيطرة على ميادين المعارك . كانت الجبهة القومية تقوم بعملية الاغتيالات والتصفية الجسدية للعناصر الوطنية من رجال المقاومة من جبهة التحرير والتنظيم الشعبي وكان تصرف الجبهة القومية هذا تعاوناً مع البريطانيين وفق خطة مشتركة ليخلو لها الجو طبعاً في السيطرة على الموقف لتنفرد بعد ذلك بالسلطة على الجنوب بعد أن تم لها اسقاط ولايات الجنوب.
وكان الشكل الأخير لمؤامرة بريطانيا حيث انسحب في 29 نوفمبر 1967م آخر جندي بريطاني من عدن منهياً بذلك السيطرة البريطانية على الجنوب اليمني بعد أن دامت 129 عاماً وقبل ذلك بيوم واحد كان المندوب السامي (همفوي تريغليان) قد بارح عدن من مطار خور مكسر الحربي في طريقه إلى البحرين.
رحلت بريطانيا من جنوب اليمن والدماء لم تجف في الشوارع ، والسجون تغص بآلاف المعتقلين في سجون الجبهة القومية ، ذلك أنه وإن لم تتقرر نتائج محادثات جنيف فالاتجاه البريطاني الخاص بتسليم الجبهة القومية للحكم قد تقرر سلفاً ورحيل المندوب السامي في عدن يعني فقط اكمال المهمة التي انيطت به على أبشع صورة.
بلاغ محادثات جنيف
وفي الساعة الأخيرة من يوم 29 نوفمبر 1967م صدر بلاغ عن محادثات جنيف يقول : (إن الوفدين اتفقا على أن السلطات والحقوق التي كانت مخولة لبريطانيا ستنتقل إلى الجبهة القومية في الساعات الأولى من يوم 30 نوفمبر 1967م.
وكانت كل الدلائل تدل على أن هذه المحادثات ناجحة ، ولم لا بعد أن أعفت الجبهة القومية الحكومة البريطانية من المعونة التي التزمت بها وقدرها ستون مليون جنيه استرليني وتنازلت أيضاً عن جزر كوريا موريا وتعهدت الجبهة القومية بالحفاظ على المصالح البريطانية في المنطقة.
وكما نقل عن همفري تريفليان المندوب السامي لعدن في ذلك الوقت قوله بأن صفقة تسليم رجال الجبهة القومية لأرض الجنوب تمت في ناد ليلي ولم يكن حضور الوفد مؤتمر جنيف إلا للتوقيع فقط.
ثم أي استقلال هذا الذي تزعم الجبهة القومية انها حصلت عليه ، ففي التاريخ كله لم يحدث أن أعلن استقلال أي بلاد وحرية شعب إلا في حفل رسمي مطبقاً لمراسم مرعية في مثل هذه الأمور ، أما في عدن فلم يحدث شيء من هذا القبيل ، وبعد أن انهى همفوي تريفليان مفاوضاته ووصوله إلى الحل الذي ارادته الحكومة البريطانية غادر الجنوب وعلى سلم الطائرة التي نقلته إلى البحرين قال لمودعيه (في استطاعتكم أن تعتبروا أنفسكم دولة مستقلة).
وانسحبت القوات البريطانية على ظهر السفن والبوارج ليلاً وتحت ستار الظلام وما أن أشرقت أول خيوط أشعة الشمس حتى وجد الشعب نفسه أن بريطانيا انسحبت فجأة.
ينبغى أن تكون كتابة التاريخ منصفة
مارأيكم في ما تتعرض له عملية تدوين وكتابة تاريخ الثورة ؟
كتابة تاريخ الثورة حتى اليوم لم تكن بطريقة منصفة ومحايدة ، بل كتبت بطريقة وعقلية المنتصر الذي يكيف الأحداث والوقائع لصالحه.
وهناك من أدلوا بشهادات تدعو للعجب ، كما أنه من الطبيعي أن يوجد تشويه وسوف يستمر بطرق مختلفة ، وهذا ما يجعلنا حتى الآن نحجم عن ذكر أي شيء في مخزون الذاكرة النضالية ، وعلى كل حال يمكن القول ومن خلال متابعتنا ماكتب حتى الآم نلمس التعمد القاصد للتشويه والبتر والتحريف والتحدث بلغة الأنا وحدي لغة الشطحات.
وهناك من يتحدث عن الثورة من منطلق التضخيم للذات والعقل المشحون ببطاريات أيام زمان.
وهناك من يحاول تجزئة الثورة إلى مراحل كما كتب البعض، فهذا منطق يرفضه العقل والسرد التاريخي للحقائق والوقائع التاريخية.
أتمنى من المناضلين الشرفاء من كل الاتجاهات أن يسطروا للتاريخ وللأجيال حقيقة الثورة وأدوارهم فيها دون زيادة أو نقصان.
كلمة أخيرة
من 1963 إلى 1967م ، من اكتوبر إلى نوفمبر .. شهدت البلاد على امتداد ساحاتها وجبهات الكفاح المسلح أعنف المعارك .. وتساقطت جماجم الثوار .. وسالت دماء الأبطال .. وكان في المقابل العزم والإصرار على استمرارية الثورة.
وفي 30 نوفمبر 1967م كان المحتل البريطاني يترك أجمل وأغلى بقعة في الأرض دفع الشعب ثمن حريتها قوافل من الشهداء والأبطال .. وبرغم اقتتال الثوار والجبهات فيما بينها ، وما حاول الأعداء أن يضعوه من أشواك في طريق الثورة وفي طريق انتصارها ، ومهما حاول الاستعمار أن يؤخر بقاءه جاثماً على أرض الجنوب .. إلا أن هاجس الثوار ومختلف القوى الثورية هو الإصرار وبكل قوة على رحيل الاستعمار المغتصب وكل اذنابه الذين أذاقوا الشعب مرارة العيش .. وجعلوه يرزح تحت سيطرتهم سنوات من الفقر والحاجة إلى العيش الكريم.
وبرغم ما حدث .. وبرغم المآسي التي كانت تدفع دائماً الجماهير البسيطة ثمنها .. وثمن اختلاف الإخوة والرفاق في درب مسيرة الثورة .. أقول برغم كل ذلك إلا أن راية الثورة بقيت خفاقة كعلامة مضيئة ومشرقة في تاريخ نضال الشعب اليمني .. ورمزاً تتذكره الأجيال ومعه تتذكر أمجاد وبطولات آبائهم وأجدادهم الذين صاغوا ألوان تلك الراية الوهاجة في ذات يوم مشرق تاقوا فيه إلى الحرية والانعتاق .. وكانت دماؤهم الزكية أول قربان لها .. وبها سطروا اشراقة دائمة لم ولن تنطفئ أبداً ومازالت أنوارها تشرق فينا في كل ذكرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.