أصبح الواقع الحالي في الجنوب يثير الاشمزاز والغضب ويؤدي إلى اتساع رقعه التفرقة والتشرذم بين الجنوبيين أنفسهم ، كلما أردنا النظر للجنوب بنظرة التفاؤل والرقى ، نرى واقع مغاير تمامًا بعيدًا عن لغة التفاؤل وإحسان الظن بأن هناك " دولة جنوبية " قادمة ومن نوافذها ستفتح للعالم أجمع معاني الحضارة والتاريخ والأخلاق والتعامل الراقي المتبادل مع الآخرين ، و لربما بعد مرور قرن كامل يجد التفاؤل موقعه في الجنوب ، الإحباط واليأس ليس ثوار الجنوب رفاق الشهداء في السلم والحرب ، ولكن ( الدكاكين ) التي تكاثرت بداعي التحرير والاستقلال هي من تحاول اليوم في الجنوب أن تجلب اليأس والأحباط من خلال المعاملة السيئة التي تمارسها وبكامل قواها العقلية .. أليس من العار أن تتجاهل ( الدكاكين ) معاناة جرّحى الجنوب في الثورة والمقاومة ، نتفق جميعًا أن الحكومة الشرعية فاسدة بدرجة الإمتياز ولكونها كذلك لا يستغرب تجاهلها للجرحى ، ولكنَّ دعاة ( التحرير والاستقلال ) من الدكاكين بأي حق تمارس الإهمال والتجاهل تجاة الجَرحى؟ حينما كان يصرخ ويناشد الجَرحى القيادات الجنوبية ( قادة الدكاكين ) لإنقاذهم من الموت ، كانت تلك القيادات وأتباعهم من المطبلين ” صُمٌّ بُكْمٌ “ لا يسمعون مناشدة الجَرحى ولا يشاهدون المأساة الأليمة التي يعانون منها ، إضافة إلى " المجاملات والتمييز " التي يمارسونها ، وعلى سبيل المثال الإنتقالي تكفل بعلاج الكثير من القيادات سواءً كانت في الشرعية أو في المقاومة ، لا إعتراض على ذلك ولكن لماذا التمييز والمجاملات والتفضيل بين الأحد و الآخر ، والواضح أن ( الشطحات الإعلامية ) الهدف الأكبر للمجلس الإنتقالي التي لن يحصل عليها عندما سيقوم بعلاج الجَرحى من الطبقة الوسطى البسيطة في حين التكفل بعلاج المشهُورين والمُعروفين لدية سيجلب له الزخم الإعلامي وهو مايبحث عنه .. من العار أن نرى ( مطبلين الدكاكين ) ك الذئاب المُسعورة تهاجم جريح جنوبي وتسحب عنه ( صك الوطنية ) وتمنحه بدلًا عنها ( صك الخيانة ) والسبب توجه الجريح بمناشدة لأمير قطر لعلاجة ، هنا ارتفعت الأصوات هنا توزعت صكوك الخيانة مع سحب صك الوطنية ، هنا خرج (الوطنيين المخلصين مطبلين الدكاكين ) ومن الجيد أنهم انتزعوا أقنعة الصم والبكم الذي كانوا يرتدونها عند " صراخ ومناشدة الجَرحى " هذا الواقع الحقيقي المرير المؤلم في الجنوب ، هكذا هي ممارسة الدكاكين ومطبليها تجاة البسطاء من الجَرحى ، ف بدلًا من أن يعمل المطبلين على إيصال صوت الجَرحى للقيادة الكرتونية ، يقومون برمى الجَرحى بالخيانة ، لن تأتي دولة الجنوب المنشُودة على أيادي هذه الدكاكين التي في عهدها أصبح ” جرّحى الجنوب خونةٌ “ علينا الإدارك بأن التمترس بالعصبية خلف التطبيل والتمجيد للقائد فلان والقائد علان ليس من صفات المناضل الوطني المخلص ، لماذا لا نفهم أن جميع الدكاكين ( ليست صادقة ) لأنها تجاهلت الجَرحى وأسر الشهداء فكيف ستأتي بدولة وكيف ستتمكن من حكمها وهي لم تكن عادلة في نظرتها تجاة الجَرحى فما بالكم بالعدل بين شعب يتجاوز الخمسة المليون . إذا لم نكُن واقعيَّين وصادقين مع أنفُسنا ونُحكَّمُ عُقولنا ونضعُ مصلحة الجنوب في حدقات أَعْيُننا ونقُول كلمة الحقَّ ( لن نَفْلحُ مدَى الحياةِ ) .