اسمعوا واصغوا، ولا تكثروا الحركة، فاليوم أبين تجتمع كلها، واليوم حُق للتاريخ أن يتوقف عند بابها، لأنها أبين بوابة النصر، وصاحبة الكلمة الفصل، هي أبين، ومن اجتمع اليوم هم أبناؤها من كل مديرياتها، جاءوا ليناقشوا أمورها، فهي خاصرة اليمن، وهي رأس الحربة، وهي الجواد الذي عليه الرهان، توقف التاريخ اليوم في أبين، وأعلن لكل اليمنيين بداية مرحلة التوحد والبناء، لأن أبين قد شرعت في ذلك، وما سنته أبين صار سبيلاً ومسلكاً. ما أعظم أبناؤك يا أبين عندما يتوحدون! وما أقوى ساعدهم! اليوم دُعِيَت كلُ الشخصيات الاجتماعية من مشايخ ووجهاء لتضع النقاط على الحروف، ولتضع العربة خلف الحصان، ولتتوحد الجهود، اليوم وبرعاية كريمة من فخامة الأخ الرئيس المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وبإشراف مباشر من نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية أحمد الميسري، واللواء الركن أبوبكر حسين سالم محافظ المحافظة، اجتمعت أبين، وزأرت، ألم تسمعوا زئيرها؟ لقد زأرت بحنجرة المهندس أحمد الميسري، ومحافظها الهمام أبوبكر حسين سالم، نعم بلسان أبيني مبين تحدث الميسري، وأبوبكر حسين سالم، اليوم تحدثت أبين، بل زأرت، وقالت لا للعبث بها، لا للثارات، لا للإرهاب، لا للتهميش، نعم للاصطفاف خلف قيادة المشير هادي. قالها محافظها سنبني محافظتنا بأيدينا، وسنعمرها بأيدينا، فاليوم عهد أبين يعود مجدداً، اليوم وجه الدولة يعود من زنجبار، اليوم قالها الميسري، فلنعش في ظل الدولة، نعم يجب العيش في كنف الدولة حتى لا تتلاعب بنا الأهواء، قالها محافظها أبوبكر حسين سالم، قال: إن أبين قد دمرت خلال الحروب المتزاحمة عليها، فمع هذا الرجل ستعود أبين رائدة، لتقود الوطن كل الوطن، فأبين لها الصدر، ولا مكان لها غيره. اليوم جاء المشايخ من كل ربوع المحافظة، ليناقشوا مصلحة الوطن عامة، ومصلحة المحافظة خاصة، اليوم أبين تعيش ببن كنف أبنائها، اليوم تم ترتيب البيت الأببني، وبأيادٍ أبينية ماهرة. لو بحثت بين قواميس اللغة لتجد ألفاظاً للتعبير عن هذه الهبة لأبناء أبين لعجزت القواميس عن إسعافك بمفرداتها، فالمحافظة أبين، وعند أبين تتلاشى المفردات لعظمة الحاضر، ولعظمة من يقود هذه الهبة إنه هادي، والميسري وأبوبكر، وكل مشايخها، ووجهاؤها، هنا ينتشي التاريخ ليضيف لسجلاته سجلاً في سفره عنوانه: محافظة الأبطال أبين، نعم هي محافظة الشجعان، والرؤساء، والشهداء، والقادة، والجرحى، والمنكوبين، والفقراء، ولكنها رغم معاناتها تبقى أبين، ولابد للتاريخ من ضمها بين دفتية كجوهرة ثمينة، لمن أراد التمتع بقراءة التاريخ.