مساء يومنا هذا بالتوقيت المحلي تدخل الأزمة السياسية في السلطة والنظام السياسي الأمريكي طوراً جديداً شديد التعقيد والالتهاب فبعد ان اعتقد البعض ان الرئيس ترمب والكونجرس قد توصلا الى اتفاق ينهي أزمة التعليق الحكومي الذي تسبب به ترمب للضغط على الكونجرس كي يوافق على تمويل بناء جدار الحدود مع الدولة الجارة المكسيك وتسبب بخسائر مالية تقترب من المبلغ المطلوب فقد فجر الرئيس خلافاً جديداً اكثر حدة حيث اعلن وقع على اعلان قانون الطوارئ الوطني خصيصاً لكي يحصل عبره على التمويل المطلوب من ميزانية وزارة الدفاع والذي به يلوي ذراع الكونجرس القوية . السيدة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب قالت اثر اعلان الطوارئ انه اعلان غير قانوني كما هو اعتداء على الدستور ووصفت ما قام به ترمب بأنه استيلاء على السلطة ومحاولة لتحقيق مراده بعد فشله في الحصول عليه دستورياً وشددت بأن الكونجرس الأمريكي لن يترك الرئيس ترمب يمزق الدستور . وبدوره صرح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب بغضب شديد وموجهاً كلامه للرئيس : خطابك فظ وملئ بالمغالطات ونراك في المحكمة .. وفي ظل هذه الاجواء السياسية المتوترة في قمة السلطة والنظام تغدو المواقف السياسية الدولية عرضة للسخرية وفارغة المحتوى وخاصة تجاه الوضع في فنزويلا وفي الشرق الاوسط والأيام المقبلة حبلى بالكثير من الاحداث والتطورات البعيدة عن كل التوقعات.