منذ تلقينا نبأ فاجعة وفاة الفقيد الاستاذ محمد مخشم المدير السابق لمكتب التربية والتعليم محافظة ابين، رحمة الله تغشاة ، منذ ذلك الحين وانا اتابع بشغف كل ماينشر هنا وهناك على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي لعل بصري يقع على ملامح دعوة لأقامة حفل تأبيني للفقيد مخشم يليق بمكانتة كهامة نضالية وتربوية من اي جهة كانت، سواء من رفاق دربه النضالي في الحزب والحراك او من زملاء الحقل التربوي سواء بالوزارة او بمكتب التربية بالمحافظة، الا انني وفي خضم دهشتي من هذا الاجحاف والجحود تواصلت مع بعض الزملاء في المجال الاعلامي بالاضافة لعدد من رفاق ومحبي الفقيد لعلني اجد عندهم شيئا" ما فاتني فيما يخص حفل التأبين، الا ان البعض ابدى استغرابة ودهشتة حاله كحالي من عدم تبني اي جهة اقامة حفل تأبيني للفقيد مخشم ، والبعض الاخر عبر في نفس الوقت عن أسفه لمثل هذا التجاهل لكون ذلك اقل واجب وتعبير عن العرفان ممكن ان تناله اسرة الفقيد. ونحن هنا لسنا بصدد تذكير من لأيرغب في ان يتذكر، أنما من واجبنا ان نشير إلى ذلك الجحود والنكران تجاه هامه نضالية وتربوية بحجم الفقيد محمد مخشم رحمة الله عليه، من باب انصاف ذكرى رجل له بصماتة واسهاماتة سوى نضاليا" او تربويا" ، لكن اظن ان الرفاق تناسوا ان مخشم كان قياديا" حزبيا" كعضو سكرتارية حزبي بالمحافظة إلى جانب انه من المؤسسين الاؤائل للحراك السلمي مطلع العام 2007م ومن اشد المناصرين لقضية الجنوب، بل انه استمر في دعمه لفعاليات ومليونيات الحراك الجنوبي حتى بعد توليه مسؤولية مكتب التربية بالمحافظة كمدير عام المكتب، ناهيك ان علم الجنوب وبمباركته ظل يرفرف على سارية بوابة ادارته ،في حين كان الكثير من مسؤولي المحافظة يتحاشون رفعة فوق بوابات مرافقهم خوفا" على مناصبهم وخشية غضب جهات بيدها امور الحل والعقد قد لاترغب في ان ترى علم الجنوب خفاقا" يرفرف عاليا" . وهذا أن دل على شيء أنما يدل على ثبات مواقف الفقيد المبدئيه, وانه ليس ممن من الممكن أن تؤثر او تزعزع المناصب مبادئه او تشوش على قناعاته، أن دل ذلك على شيء انما يدل على أيمانه العميق بأن كل زائل ولن يبقى سوى ماسيتركه المرء من السيرة العطرة والذكر الجميل. هذا فيما يخص دوره النضالي اما دوره التربوي كمربي فاضل اعتقد ان مزايا الفقيد مخشم كمعلم وتربوي فاضل تربت على يديه اجيال واجيال اعتقد ان لا أحد سينكر ذلك، فقد كان نعم القدوة والمربي، اذن الا يستحق هذا المربي الفاضل من زملاء المهنة السامية تبني دعوة لاقامة حفل تأبيني للفقيد.؟ الفقيد مخشم الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته رحل روحا"، الأ انه لازال باق" بيننا في صورة كل ما كان يمثله من صور الأيثار والتضحية لثرى هذه الارض الطيبة وفي سبيل خدمة أبنائها البسطاء في كل منعطف مرحلة، الفقيد مخشم لم يعد بحاجة إلى تداعيكم لتبني حفلا" لتأبينه فلا قيمه لذلك في حكم من اضحى بين يدي خالقه ، انما اقامة حفل تأبين لراحل تأتي كتعبير عن مايكنه المئبنون من وفاء لذكرى من رحل لاغير . فلا عجب ان يكون سلوك الخذلان هو السائد الذي يقابل به كل من افنى عمره في سبيل خدمة قضايا المجتمع، لاننا في زمن الجحود والنكران.