الحادي والعشرون من فبراير 2012م لم يكن يوما اعتياديا . . كان يوما مشهودا سجل فيه اليمنيون ميلاد وطن يرسم ملامح المستقبل الوضاء الذي ينشده أبناء اليمن قاطبة على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية . في هذا اليوم الأغر تقلد فخامة المشير عبدربه منصور هادي مقاليد الحكم كرئيس شرعي ومنتخب بعد ان صوت له ما يفوق السبعة ملايين ناخب يمني في صناديق الاقتراع في اول انتخابات نزيهة لم تشهدها اليمن شمالا وجنوبا في تاريخها المعاصر ليتوج رئيسا للجمهورية اليمنية في وقت عصيب مرت به البلاد عقب أزمة سياسية كانت أن تعصف باليمن وتمزقها وتدخلها في أتون حرب أبدية لن تستطع أكبر قوة في الكون ان توقفها وتكبح جماحها . يوم الحادي والعشرين من فبراير هذا العام 2019م تكون قد اكتملت سبع سنوات بالوفاء والتمام منذ تولي الرئيس هادي رئاسة اليمن التي تقلد مقاليد الحكم فيها في وضع متأزم وانقسام وتوترات مسلحة ومتاريس وعسكرة كل مجالات الحياة وتركة سياسية وعسكرية واقتصادية وفساد مالي وإداري لا تستطع أن تتحمل ثقله وتبعاته وكوارثه الجبال من هول آثاره الكارثية التي ما تزال البلد تعاني منها حتى اليوم . جاء الرئيس هادي ليحكم اليمن ليس من أجل كرسي العرش أو طمعا في المنصب ومقاليد السلطة والثروة والشهرة أو لتكوين الأمارة والجاه والاستعلاء والانفراد بالسلطة والتوريث وبناء جيش عائلي أو جهوي أو مذهبي أو مناطقي ولكنها السلطة التي جاءته مهرولة فبحثت عنه ولم يجر وراءها فأجبرته أن يعتليها بشموخ الأبطال وصمود الشجعان في مواجهته لقوى الفساد والجبروت والطغيان والظلم والقهر والجهل والمرض ومشاريع الطائفية والإرهاب وإثارة أعمال التخريب والفوضى والعنف والعمالة للخارج والخارجين عن النظام والقانون ودعاة الحرب وسفاكي الدماء من دراكولا تجار الحروب . أكتسب الرئيس هادي خبرات متراكمة في العمل السياسي والعسكري وابرزها تبوأه منصب نائب رئيس الجمهورية من العام 1994م- 2012م وفي ال 21 من فبراير 2012م تم انتخابه رئيسا للجمهورية كمرشح وحيد تم الإجماع عليه من قبل المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك وحصد ما يفوق 99% من أصوات الناخبين . . ومن أبرز إنجازاته انه عمل منذ الوهلة الأولى لتسلمه مهام عمله على هيكلة مؤسستي الجيش والأمن وإقالة العشرات من القادة الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح وللجنرال علي محسن الأحمر ؛ حيث أقال قائد القوى الجوية اللواء محمد صالح الأحمر والعميد طارق محمد عبدالله صالح قائد الحرس الخاص واستبدل قائد الأمن المركزي يحيى محمد عبدالله صالح ، وأصدر في ديسمبر من العام 2012م مرسوما قصى بإعادة تنظيم الجيش والأمن في 5 وحدات شكلت القوات ( البرية والبحرية والجوية وحرس الحدود والاحتياط الاستراتيجي ) وألغى الحرس الجمهوري الذي يقوده احمد علي عبدالله صالح والفرقة الأولى مدرع التي يقودها علي محسن واستبدل قائد قوات الأمن المركزي يحيى محمد عبدالله صالح ؛ وقام بتشكيل قوات الحماية الرئاسية ويهدف من كل تلك الإجراءات إلى تشكيل جيش وطني تحت سيطرة وزارة الدفاع يكون ولاءه للوطن والشعب ولا يكون كما كان سابقا يخضع للفرد والقبيلة والحزب و الطائفة والجهوية والمناطقية . واستطاع هادي إضافة إنجازا آخر إلى سلسلة إنجازاته وتمثل برعايته للحوار الوطني الشامل بين فرقاء القوى السياسية ومختلف الأحزاب والمكونات وشرائح المجتمع المختلفة والذي اختتمت جلساته الختامية بنجاح في 25 من يناير 2014م وإعلان وثيقة مخرجاته التي انقلب عليها الحوثيون لاحقا . كما أصدر فخامة الرئيس هادي مئات القرارات والتعيينات الجديدة في مفاصل المؤسسات العسكرية والأمنية والحكومية والسلك الدبلوماسي بهدف التخلص من القيادات التي لا تستطيع مواكبة عملية إحداث التغييرات نحو الأفضل او التي ظلت متمسكة بقوى النفوذ السابقة التي عفى عليها الزمن وكان لتلك التعيينات نتائج إيجابية في مواجهة تحديات المرحلة الحالية الهادفة إلى بناء اليمن الاتحادي الذي يمثل إرادة وتطلعات كل اليمنيين ، وتأسيس دولة مدنية حديثة يشترك من خلالها كل أبناء الشعب اليمني في إدارة زمام الحكم والتبادل السلمي للسلطة والشراكة في السلطة والثروة والتمتع بحقوق المواطنة المتساوية والعدالة والديمقراطية والحرية والمساواة والعيش بكرامة في وطن يكفل لهم الحصول على كافة حقوقهم والقيام بواجباتهم . وابرز إنجازاته انه استطاع ان يواجه كل المشاريع الدخيلة والتدخلات الخارجية التي تمول وتقدم كافة أشكال الدعم لأجندتها في اليمن من أجل محاولات السيطرة على اليمن والتحكم بموقعه الاستراتيجي الهام للسيطرة على موانيه والممرات البحرية في مضيق باب المندب وخليج عدن وجزيرة سقطرى وغيرها ، علاوة على نهب ثرواته وابرزها حقول النفط والغاز والمعادن والثروة السمكية ، وتمكين إيران من إحكام نفوذها وسيطرتها على كل هذه المواقع الاستراتيجية الهامة والتي ستؤثر تأثيرا مباشرا على انشطة الملاحة والتجارة الدولية وعلى الأمن القومي لدول المنطقة العربية والعالم أجمع . إذ استطاع الرئيس هادي التصدي للانقلاب الحوثي وحلفائه بدعم وإسناد من التحالف العربي وتم تحرير ما يقارب 90% من مساحة اليمن وتحقيق انتصارات تلو الأخرى يسجلها أبطال الجيش الوطني والمقاومة وإلحاقهم الهزائم المتتالية بجبهات المتمردين الانقلابين الذين لم يستجيبوا لدعوات الرئيس هادي والتحالف العربي والمجتمع الدولي بالحوار ووقف الحرب ولم يجنحوا للسلم علاوة على نقضهم للمعاهدات والمواثيق واتفاقيات المفاوضات في جنيف 1 و2 والكويت وآخرها اتفاقيات استكهولم بالسويد . الخلاصة / - رغم الحرب والظروف الاستثنائية التي بها اليمن ورغم المؤامرات التي تتعرض لها القيادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي من قبل دول إقليمية ودولية إلا ان الرئيس هادي أثبت أنه القائد المغوار الذي يتحدى الصعوبات والعراقيل بصبره ورباطة جأشه وثقته بنفسه وبشعبه وبا.