كانت امرأة جميلة يحسده الجميع والبعض الأخر يغبطه على الزواج منها ويحاول بعض الحاسدين اشعال نار الغيرة في قلب الزوج المحب باختلاق الاكاذيب حتى يشتعل الزوج غضباً ويصب غيظه فوق رأس زوجته المحبة القانعة بزوجه البسيط بكل امكانياته وهي لا ترى رجل غيره مناسباً لها وتتفانى في محبته وخدمته، ولا يمر بين بعض الحاسدين والطامعين في فراق الزوجين المحبين إلا وسمع بعض العبارات الجارحة التي تهيج مشاعره: متى سوف يكون لنا نصيب ونذوق الحلاوة كلمات كلما سمعها زادته غضب وحدة في تعامله مع زوجته – يفتح الباب ‘تلمحه زوجته تقبل إليه تحفه بالمودة: أهلا 00 الغذاء جاهز لم يلتفت لما تقول ينصرف نحو فراشه، وهي ماتزال مقبلة لكسب وده: لماذا أنت شارد البال 00 هناك ما يقلقك يستدير نحو الجهة الأخرى كي لا تنظر إلى عينيه، ويجاهد كي يكتم أنفاسه ولا تلمس ما به من غضب وهو يجفف البلل الذي تركته الدمعات الفارة من عينيه 'تدنو نحوه حتى تلصق نهديها بكتفيه، تتحفز غريزته كب يداعبها كسابق عهدهما في أيام الزواج الأولى، يجر جسده بعيداً عنها وهي تمدُّ يديها كي تجذبه نحوها لكنه سرعان ما ينهض بعيداً عن الفراش وما زال في صمته الرهيب الذي أدخل الخوف إلى قلب الزوجة المحبة والهبها القلق: هناك ما يكدر صفوك .. بالله عليك لا تخبي علي يستدير نحوها لمواجهتها بما سمعه من همس وعيناه مرتكبتان تتخبط في أرجاء الغرفة لم يتمكن من تسديد نظرة من نظراته إلى عيني الزوجة المحبة ولسانه يلعثم الكلمات كعادته فنطق الحروف من الأمور الصعبة في حال هدوءه فهو يعاني من ثقل في لفظ بعض الحروف: يق .. يقولون أنكِ سيئت السمعة بثقة تدفع عن نفسها الاكاذيب وتلوم الزوج الذي لم يستفد من الماضي وهي تقول: ما زلت تسمع لكلام الحاقدين .. وما زالت أذناك تستجيب لأقوالهم الكاذبة فقد خضت غمار الاستجابة لهم واوقعت الطلاق لمرتين ينكس رأسه نحو الأرض خجلاً من موقفه من زوجته وهو يتمتم : ولكن كلامهم وهمسهم يؤلمني بحلم الزوجة التي تريد الحفاظ على بيتها وديمومة حياتها الزوجية وبلهفة الزوجة المحبة تحاول أن تراضي الزوج المتألم : وما ذنبي أنا تلومني على اساءت الاخرين. إنهم يحسدوننا ولا يريدون لحياتنا أن تستمر وفي لحظة انفعال غير مدروسة يتخذ القرار الذي كان يظن من أنه سيشفي جراحه ويخفف من المه وهو يحاول الانتقام لنفسه من زوجته المحبة ، يتخذ قرار الطلاق: أنت طالق للحظة يملأ الصمت الغرفة ولا يسمع سوى أنفاس الزوجين منطلقة في زفير سرعان ما تعود في شهيق وصوت الرياح تهب من نافذة الغرفة المطلة على الشارع الخلفي تلعب بستائر النافذة المهترئة وخصلات شعرها الاشقر تتطاير فوق جسدها الناعم الممتلئ بالأنوثة والحيوية حتى تستقر مرة أخرى على كتفيها وكلا الزوجين يرسل بصره نحو الأخر معاتباً في صمت لاذع يهز جوارحهما المصابة والتي تكاد ترتطم بأرضية الغرفة المتعرجة المتشققة معلنة موتها ، بعد فوات الأوان يدرك الزوج الموجوع والمتعجل ما حلَّ به وبزوجته من خراب: أنا أسف لم أكن قاصداً .. إنها لحظة غضب تشخص الزوجة ببصرها نحو زوجها في صمت رهيب ، وهو واقف يعتريه الصمت وألم لحظة الفراق الابدي قبل أن يستفيق ويقدم الاعتذار: لم أكن أقصد.. إنها زلة لسان ببرود ترد الزوجة المكلومة: لقد فات الأوان ..فأنا محرمة عليك بعد الحظة إلى الأبد تجمع أغراضها وتنسحب بصمت وهو ما زال ينظر إليها والكلمات تختنق في لحقه , تتابع السير تغادر المنزل دون رجعه