أنشئت اللجنة الدولية التابعة للصليب الأحمر الدولي، مستشفى جراحي متخصص في عدن هو الأول على مستوى الشرق الأوسط.. حيث من المتعارف عليه أن الصليب الأحمر الدولي يقوم نشاطه على دعم المستشفيات الطبية في مناطق الصراع والحرب، وهي المرة الأولى التي يقيم الصليب الأحمر مستشفى جراحي متخصص ويقوم بدعمه والأشراف عليه بشكل مباشر.
ومنذ بداية عدوان مليشيات الحوثي وصالح على عدن والجنوب، بدا الفريق الطبي التابع للصليب الأحمر نشاطه في عدن وتحديدا في مستشفى الجمهورية في مارس 2015 حيث عمل منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب وانفجار جبل حديد واستمر بتقديم وإنقاذ حياة الجرحى المصابين جراء المعارك التي كانت دائرة في خورمكسر والمعلا والتواهي وصولاً الى كريتر، بعد سيطرة الحوثيين على مدينة خورمكسر بالكامل تم اخلاء المستشفى لينتقل الى مستوصف المنصورة الجراحي ليكون مقره الدائم إلى الان.
.
وفي إطار تشجيع وحث المنظمات الدولية على تفعيل أنشطتها في عدن زارت صحيفة عدن الغد مستوصف المنصورة الجراحي لتسليط الضوء على النشاط الخدمي الذي يقدمه الفريق الطبي التابع للصليب الأحمر الدولي وخرجت بالتقرير التالي.
أربعة أعوام في خدمة الجرحى
ومنذ ذلك الحين استقبل المستشفى اكثر من ثلاثة وعشرون الف وثمانمائة جريح وأجريت حوالي عشرين الف عملية قدم المستشفى ولازال يقدم الى يومنا هذا الخدمات الطبية الجراحية بالمجان لجميع المواطنين، حيث أنشئ هذا الصرح الطبي، في وقت صعب وخصوصا معا حالة البلد، بسبب استمرار الحرب فيها وما تأثرت به البلد جراء هذه الحرب المستعرة التي لم تقف الى يومنا هذا وأيضا في وضع اقتصادي منهار وحكومة منهارة ومنظومه طبية وصحية منهارة كغيرها من البنى التحتية المدمرة وأيضا في ظل غياب الحكومة وعجزها عن تقديم الخدمات الطبية ووضع المواطن الصعب العاجز عن العلاج في قطاع الخاص.
وفي لقاءنا بالدكتور أيمن السنمي قال ان أبرز العمليات الجراحية التي أجريت كانت غالبا بسبب المقذوفات النارية او الألغام الأرضية والاشتباكات المسلحة بين الفترة والأخرى وأيضا جراء الإصابة بالانفجارات الانتحارية التي كانت تحدث بين الفترة والأخرى بالإضافة الى استقبال الحالات الحروق واعتقد المستشفى الوحيد الذي يقبل الحروق إضافة الى مستشفى الجمهورية ولكن مستشفى الجمهورية دائما ما يكون ممتلئ خصوصا انه يعتبر مستشفى الحكومي الوحيد والمركز الذي عمل بكامل طاقته الاستيعابية.
خدمات طبية
رقد الجريح (جعفر سالم – 20 عام ) وهو أحد أبناء مديرية الدريهمي في محافظة الحديدة ، في مركز المنصورة الجراحي لتلقي العلاج من قبل فريق الصليب الأحمر الدولي، وبلهجته التهامية تحدث قائلا: " نحن من أبناء قرية " الزعفران " بالدريهمي وقريتنا تبعد مسافة ساعة من طريق كيلو 16، وكنا في طريقنا إلى السوق لبيع العجول "الابقار" وأثناء مرورنا بالقرب من المزارع انفجر في السيارة التي نستغلها لغم ارضي زرعته المليشيات الحوثية.
ويواصل سالم سرد معاناته: إصابتي انا ورفيقي، وعلى أثرها تم اسعافنا إلى باب المندب ومن ثم الى عدن واوصلونا الى هذا المستشفى وأجريت لنا عمليات جراحية ونحن كما تشوف الآن لا نزال نتلقى العلاج والرعاية.
وأضاف الجريح انه منذ اصابته كانت في تاريخ 7 فبراير الماضي، ومنذ وصولهم للمركز في نفس اليوم يتلقون العلاج والرعاية الصحية المتكاملة من قبل الفريق الطبي التابع للصليب الأحمر الدولي مجانية ويحضون باهتمام من قبل الفريق الطبي، شاكرا لهم تلك الجهود الكبيرة التي يقدموها للناس المحتاجين والمعدمين الذين لا يقدروا على تحمل تكاليف العلاج.
خدمة مجانية
ويستقبل المركز حالات جرحى الحرب من جبهات: المخا وباب المندب وأيضا من أبين ومن الضالع ومن لحج إلى جانب الحالات من عدن، ترجمة لتوجههم للعمل حيادي وانساني وخدمتهم تقدم للكل دون تمييز.
ويعتبر مستشفى المنصورة الجراحي ثاني مستشفى جراحي بالعاصمة عدن يقدم خدماته المجانية 100% بدون أي رسوم تدفع بالإضافة الي أطباء بلا حدود أيضا بينما المستشفيات الحكومية والخاصة تدفع فيها رسوم ومبالغ ماليه وحيث ان غالبية المواطنين لا يستطيعون ان يذهبوا الي المستشفيات الحكومية بسبب توفر الرسوم المفروضة من قبل المستشفيات الحكومية.
مناشدات إنسانية
كان مستشفى المنصورة الجراحي التابع للصليب الأحمر الدولي يستقبل الحالات الإنسانية ويجري العديد من العمليات كإجراء عمليات حوادث السيارات وعمليات الانسداد المعوي وأيضا غرغرينا الأمعاء والزائدة الدودية وعمليات الفتق والقدم السكري وعمليات بتر الأطراف المتهشمة جراء انفجار المقذوفات النارية والالغام ولكن بالفترة الأخيرة اغلق استقبال الحالات الجراحية وابقي فقط على حالات الحروق والحالات الحربية المصابة بالرصاص الحي والمقذوفات النارية.
مواطنون يناشدون المنظمة بفتح الحالات الجراحية الغير حربية واستقبالها واجراء العمليات الجراحية المختلفة على ما كانت تقدمه من السابق خصوصا بهذا الوضع الاقتصادي الصعب وانهيار العملة حيث ان المرتب الشهري لا يوفر حتى القوت الضروري للمواطن وارتفاع الأسعار الجنوني فهو غير قادر.
يضيفون انهم كانوا سعداء لتقديم هذه المنظمة الخدمات العلاجية مجانية بشكل كامل حيث انها ساهمت بالتخفيف من معاناة المواطنين في عدن المغلوب على امرهم والفقراء بشكل عام خصوصا ان نسبة الفقر زادت جراء الحرب المشتعلة المستمرة منذ خمس سنوات.
ويتقسم المستشفى الى قسم الطوارئ والحوادث وقسم الرقود ومختبر متكامل التجهيز الحديث وقسم الأشعة و5قسم الصيدلية وقسم العناية المركزة وقسم الإفاقة وقسم التعقيم وقسم العمليات حيث يتكون من غرفتين عمليات مجهزه تجهيز حديث. وقسم النظافة.
ويتميز بانه المستشفى الوحيد، في المحافظة الذي يستقبل الحالات على مدى 24 ساعة وبتواجد اخصائيين كل من الجراحة العامة وجراحة العظام واخصائي التخدير طوال فترة الدوام 24 ساعة في اي وقت تستقبل الحالة واجراء عملية انقاذ الحياة بأسرع وقت ممكن خلاف لمستشفيات المحافظة الأخرى حيث لا يتواجد الاختصاصيين طوال 24 ساعة.
إغلاق المستشفى
مصادر عاملة في المستشفى أكدت لعدن الغد صحة الاخبار المتداولة أن المنظمة الدولية للصليب الأحمر اعتزمت اغلاق المستشفى ونقله الى المحافظات الشمالية، حيث استاء العديد من المواطنين حيال ذلك لما له من أهمية كبيرة في تقديم الخدمات العلاجية للجرحى والمرضى واعتبروا هذا الاجراء بالكارثي خصوصا انه المستشفى الجراحي الوحيد، في المحافظة الذي يقدم خدماته مجانيه في ظل عجز الحكومة والمنظمات الأخرى عن تقديمها وتساءل المواطنين لمصلحة من اغلاق هذا المستشفى في هذا للوقت الصعب وفي ضل استمرار الحرب الدائرة خلال هذه الخمس السنوات الماضية ولا تلوح في الأفق انتهائها.