قارن كل ما يحدث في الجنوب فستجد أن المقارنة شبيهة بين انجازات وجنازات وأن المعارك سياسية طاحنة ستكشف أشياء جديدة على الساحة. إنكار الحقائق وعدم التعلم الماضي ومن التاريخ سندور في دائرة أكثر هلاكا وفقرا وبطالة. فلدينا ساسة يعتمدون على سياسة إنكار الحقائق لا يعرفون الشعب ولا يدعونهم يعرفون. يرغبون وسينكرون أي إنسان إضافة، وينكرون الحقائق في إنكار مبين أن السياسة أيضا في الجنوب الساسة من كبيرهم لصغيرهم يعتمدون بصفة كبيرة على ترشيح أنفسهم في الفوز بمقعد رئاسي .منهم من يدخل المواجهة معتقدا أن القوه هي الحل لكن ستكون الواجهة تكبيل المعارضين وقص أنيباهم في صمت . سيقضون على الجميع وسيبقى العالق في ذكرياتهم أن أظافر المنافسين ستكبر يوما، سيتحالف البعض على الجميع أو الجميع على شخص واحد . سيظن أن السفينة لا تسير إلا عن طريقه وهو ربان السفينة لأن معه كل قوي السفينة والشعب مجرد عمال ستنتهي أعمارهم على سفينة وستهلك السفينة بالجميع، منهم من سيهرب ومنهم من سيلتهمه أمواجا ومنهم السباح الذي سيقفز على أمواج لكنها سياسة وسياسة لعبة خبيثة لن يدوم أحد فيها. لا أحد يدوم في السفينة لا الناجي ولا الغريق ولن يتذكرنا التاريخ إلا بأبشع الجرائم التي ارتكبها في حق الشعوب . ولست أدعو بذلك إلى التمرد على الجيش أو الشرطة او الحزام الامني، بل أود من الجميع –حكاماً ومحكومين، جيشاً وشرطةً وحزام امني وشعباً- أن يعرف أن الجنوب ليست حكراً لأحد أو على أحد، وأننا جميعاً شركاء في هذا الوطن، كُلٌّ منا يحب الجنوب ومستعدٌّ للدفاع عنها حتى آخر نفس، وليس الجندي فقط هو من يقف على الحدود أو من يحمل السلاح أو من يسهر في قسم الشرطة، بل كُلُّ فردٍ في الدولة يقوم بعمله بجدٍّ وإخلاصٍ هو جندي ومقاتل ومؤدي لواجبه الوطني.
نعم كُلُّنا جنودٌ حُماةٌ محبون لهذا الوطن، ولكن أدوارنا مختلفة وثكناتنا مختلفة، فالمدرس جٌنديٌّ وحامي للوطن بأدائه لعمله بإخلاص، والطبيبُ جُنديٌّ حامي للوطن وخادم له بمعالجته لمرضاه بضمير، والفلاح جُنديٌّ بزراعة الأرض وتوفير القوت لبقية الشعب والسباك جُنديُّ وخادم للوطن حين يقوم بعمله بإخلاص بل والطالب جنديٌّ وخادمٌ للوطن حين يقوم بهتم بدراسته ويتميز فيها ويشرّف نفسه وأهله ووطنه ويساهم في تطويره ورفع اسمه عالياً،، إن الشعبَ جميعه جنودٌ وحماةٌ للوطن، ويكفي كلَّ فردٍ فيه أن يؤدي ما عليه، فقط أن يؤدي عمله بإتقان، فليعلم كُلُّ فردٍ في هذا الوطن دوره وليقم به أولاً، ولا يسمح لأحدٍ أياً كان بأن يهضم حقه، فكُلُّنا سواء، وكلنا سواسيةٌ في الحقوق والواجبات.