قد لايروق هذا العنوان لكثير من مستفيدي وجود المجلس الانتقالي في الساحة مؤخرا كحصيلة تراكمات لنضال ارتزاق خاذته كثير من القوى والمكونات السياسية التي شهدتها الساحة الجنوبية بداية من 2004 وحتى 2015 ذلك المكونات التي فشلت بعد أن ادارت صراع سياسي عشوائي غير منظم لا يمت بصلة للحراك الجنوبي الصحيح او كان له علاقة بالقضية الجنوبية الام لأنه لم يكن هناك مشروع حقيقي لديهم نابع من وجدان ومن صميم ومشاعر شعب الجنوب عدا انهم كانوا مكونات قد ظهرت بدعم من صنعاءوإيران وقطر صراع كانت اهدافه وائد دور شعب الجنوب وحراكه المتنامي في أوساط الجماهير برغم أنه ولد حراكا مشوها وبعدة رؤوس وذيول وافكار وأهداف حيث كان الهدف الرئيسي هنا لقوى الشر هو العمل على تبديد مواقف قواه الشريفة التي اذا انساقت وواكبت السير خلف هذا الحراك سيكون لها التأثير المميز على مسيرته وقد يكون قد تم تحقيق الانفصال او فك الارتباط بين الشمال والجنوب صراع اخذ سنين طوال لم يحقق اي هدف لان قياداته للأسف قد فشلت وهي على كرسي السلطة أن تحقق اي استحقاقات لشعب الجنوب ظل يخدم اسيادهم في الإقليم والعالم ثم انهم اخيرا تركوا الجنوب مهرول عاريا يسبح في الهواء الملوث والعفن سياسيا واجتماعيا وثقافيا وحتى إداريا فجاء صراع من نوع اخر في شكل مواجهات مسلحة شاركت فيها جميع اجهزة الأحزاب السياسية المرتبطة بجهاز مخابرات السلطة والمشترك والقبيلة وحتى الطائفة كان لها دور في دعم هذا الصراع ووجود فاعل في كل أجهزة الدولة اليمنية الفاشلة ثم طالت هذه المواجهات مواقع رموز المخلوع في الضالع وعدن وأبين وحضرموت ولحج واجزاء من شبوة والذي شكل نواة حراك جنوبي ايضا مشلول ومنقسم على نفسه من اول وهلة في التوجهات والأهداف والآليات وان الكل كانوا يرفعوا علم الجنوب كشعار فقط والتنفيذ لصالح اجندات الاستقطاب الخارجي والداخلي المكون من عدة جهات إقليمية وعالمية وأحزاب كبيرة دينية وتقدمية وتجمعات قبلية داخلية وشخصيات مناطقية مؤثرة من حيث اكتساب المال والجاه ونهب مقدرات الجنوب إضافة الى مواقف داعمة حصلوا عليها من الإقليم وبعض من دول العالم نظير مقابل تنفيذ خطط ومصالح استراتيجية في الجنوب الذي يتمتع بمميزات عالية الاهمية من حيث الموقع والثروة والارض وثقافة الإنسان الجنوبي العالية في الجودة والسمات . ومن ذلك الوقت تلاشت ادوار كل هذه المكونات المفرخة في الجنوب دون تحقيق أي مشروع كانوا يقصدون الوصول إليه عدا مشروع العرقلة والتعطيل الذي كان يخدم اعداء الجنوب ومشاريع الدفع المسبق في الشمال وفي الجنوب . ثم تحطمت كيانات كبيرة في الشمال عندما سقطت العاصمة صنعاء واختلط الحابل بالنابل في 2015 وتفركشت العصبة لان الرموز القبلية التي كانت مؤثرة في ساحة الشمال لضبط اوراق اللعبة السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى الثقافية والاجتماعية وأصحاب الأدوار الكبيرة في العلاقات الدولية المناطة بتدوير ساعة الصفر وقت الطلب والحاجز المنيع الذي يمنع تجاوز اي قوى في الشمال مهما كان وزنها في المعادلة سياسيا أو قبليا أو طائفيا غادرت الساحة منهم من توفاهم الله ومنهم من ترك الشمال والجنوب معا هاربا الى دول الجوار أو الى الدول العربية والصديقة معلقين امال العودة كخط رجعة إلى الكراسي والمناصب التي افتقدوها حتى جاءات لهم فرصة الارتزاق الثمينة التي تقلدوا فيها زعامات براقة موجه بالريموت كنترول من ظهران والدوحة ايام الضاحية وبمواقفة دول أخرى مثل السعودية والامارات ومن خلال ادواتها القديمة والحديثة ودول كبرى تدخلت وساعدت كل الأطراف في اتجاه الحلول النصفية وغير المنصفة للقضية الجنوبية والتعامل مع صنعاء كعاصمة لدولة اليمن الموحد والأمن والمستقر وظل الحال وقت طويل يلعبوا على مشاعر وإحساس شعب الجنوب من خلال مسرحيات هزلية تشوبها ريحة التآمر ونكهة الخبث والدهاء للأعداء وللأسف شاركوا في هذا الوضع قيادات جنوبية ثقيلة الوزن ومؤثرة في الاحداث . واخيرا ذهبت كل هذه المكونات الى الهاوية وعادت ادراجها ثم جاءات حرب 2015 التي قادها الحوثي وقوات المخلوع والتي غيرت كثير من الاستراتيجيات واهمها مخرجات الحوار ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وتوقيع الرياض وقرارات الأممالمتحدة التي لاتنش ولاتهش الأمر الذي دفع بالسعودية والامارات وبعض من منظومة الدول العربية الهشة القيام بالتدخل عسكريا تحت شعار شماعة إيران والدوحة الذين يدعمون الإرهاب والانقلاب الحوثي في اليمن بينما العدو الحقيقي للشمال والجنوب متواجدا في الداخل ويسيطر على كل المحافظات الشمالية بعد طرد الشرعية منها ثم جاء الغطاء الأممي الذي عقد الأمور أكثر وصعد الحوثي إلى مرتبة اكبر وأمد فترة الحرب الكاذبة وقوى شوكوة الحوثيون واعطى لهم صفة دولة ودور تتفاوضي في شئون اليمن ومنحتهم شرعية تحت مسمى انقلابيين علما بأن كل الأنظمة العربية الفاسدة وصلت إلى كرسي الحكم عن طريق الدبابة والمدفع وعناصر الفيد والارتزاق والبيان رقم . ومن هنا توزعت القسمة للوطن الحوثي في الشمال وبتعاون إيران وقطر وفي الجنوب السعودية والامارات التي أنشئت مكون المجلس الانتقالي وسلمته الدعم اللوجيستي والمال والعتاد العسكري الكبير حتى أصبح ندا لشرعية هادي اليتيمة في الجنوب وكل من هؤلاء اصبح وكيلا لدولة كبرى في العالم يرعى مصالحها وبهذه التجاذبات الخطيرة لن يخرج اليمن بشطرية من عنق الزجاجة وسيظل قابع في رحم الأزمات حتى تقوم الساعة أو تأتي معجزة من السماء تقصف رقاب الجميع وعلى المجلس الانتقالي هنا أن يدرك جيدا وان يحرك آلياته نحو التوجه الصادق مع جماهيره في الجنوب حتى يحمي نفسه من غضبها بينما وهو الان في نظر المعرقلين والمعطلين الإبرة القاضية والمخدرة لشعب الجنوب ومن خلاله سيتم تكسير ما تبقى في الوطن الجنوبي من روابط اخوية وتعاضد وتضامن مع قضيته وسيكون المطية التي يحملوا عليها مشاريع ضياع الجنوب ثروة ودولة وارض ويعتبر جسر عبور للاعداء إلى ساحات البقاء في الجنوب إلى ما له نهاية هذا اذا ظلت الامارات والسعودية هما من يديروا ذفة الأمور ويقودوا تصريفها ومن خلال الحرب الكاذبة على ان تظل جانب من جوانب شرعنة السيطرة والهيمنة ويخرج المجلس الانتقالي من اللعبة بمجملها بخف حنين ويا بو زيد كنك ماغزيت والله المستعان ...