قال الأمن في عدن، أنه مرر صورة الفتاة التي عُثِر على جثتها غربي عدن، لأجل إن تتعرف عائلتها عليها. لا أزعم أنني خبيرًا في الأمن كما أنني لا أملك معرفة بما الذي يجب فعله بالتحديد بدًلا من نشر صورة الفتاة بالشكل الذي ظهر. لكن بالمقابل أعتقد أنه كان بالإمكان أخذ اوصاف البنت وتوزيعها في وسائل الإعلام ، أو إذا كانت الفتاة تحمل بطائق أو أوراق كان ممكنًا نشرها بدلًا عن الصورة، هناك أيضًا إمكانية لالتقاط سمات معينة في وجهها وهي مغطاة، لا إن تلتقط صورة لوجهها وفمها محشوًا بالقات وعنقها ثم تحاول إن تقنع السكان المحليين أنك تفعل ذلك لأجل إن يتم التعرف عليها. الأمر هنا يبدو وكأنه تشهير بالفتاة، يرحمها الله، وإن بدأ بنية طيبة. هناك نقطتان يجب التركيز عليهما: 1–إذا افترضنا إن الأمن ألتقط الصورة بنية معرفة الفتاة، فهذه كارثة كبيرة! لماذا كارثة؟ في هذه الجزئية الأمن أصبح يلعب دور المصور الصحفي وركل جانبًا المهنية الأمنية التي تقتضي عدم التقاط أي صورة دون معرفة ما الذي يجب إن يظهر وما الذي لا يجب ،وقبل كل ذلك عدم الإسراع في نقل القصة إلى التناول الصحفي قبل إن يتم التحقيق والتدقيق في موقع الحادثة وما إذا كان يحمل بصمات أو دلائل يمكن إن تعزر أي فرضية للوصول إلى أي معلومة عن الفتاة. طريقة تبرير الأمن لنشر الصورة تبدو ساذجة للغاية، فهي أولًا تبرز كيف أن هذا الأمن بات يعمل بعشوائية مفرطة، وثانيًا فهي تؤكد بشكل قطعي إن إدارة البحث الجنائي وقادة مراكز الشرطة لا يتمتعون بأي خبرة في الجانب الأمني، وفي جانب التناول والتعامل مع القضايا ذات الطابع الجنائي، فلا تصرفاتهم تدل على أنك أمام رجال أمن حقيقيين ولا أفرادهم كذلك يمررون لك شعور بأنهم يعملون تحت أوامر قادة يملكون عقول. 2–تمرير صورة الفتاة بالشكل الذي أظهر رأسها وعنقها والقات الذي في فمها هو خدمة مباشرة للقاتل لإن شكل الصورة يوحي للكثير إن وضعها لم يكن جيدًا. كان من المفترض إن تنشر صورة الفتاة وهي مغطاة ماعدا وجهها وهكذا سيتسنى لعائلتها التعرف عليها. أحد اسوأ الأمور وأكثرها غبا إن تتصدر مركز أمني ثم تعثر على جثة فتاة وتنشر صورتها كما وجدتها دون أي مراعاة لمهنيتك وعملك وقبل ذلك إنسانيتك. الأمن يفشل في اختبار عملي واقعي لإثبات أهليته ومهنيته للتعامل مع قضية جنائية يفترض أنها تتلقى منه بالغ الاهتمام والجدية، لكنه بالمقابل يحمي اللصوص والمرتزقة بالصنفين الرسمي والمحلي، هو أيضًا يحمي السجّانين ويطلق العنان لكائنات هم من اسوأ مخلوقات الله لتوجيه السلاح في ذروة الأمان، بينما في الشدة جميعهم يختفون. نكزة بلا تحية. -أحمد الميسري -شلال شائع -مدير شرطة بئر فضل